كشف محمد الفايد، الأستاذ الجامعي بمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة بالرباط، بعضا من أسباب اخضرار لحوم أضاحي عيد الأضحى، مؤكدا صحة نتائج المكتب الوطني للسلامة الصحية في ما يخص البكتريا التي تم إيجادها بهذه الأضاحي، ومشيرا إلى أنه لا بد من إيجاد السبب وراء سرعة تغير لونها. وقال الفايد، خلال استضافته في الندوة المنظمة من طرف مركز هسبريس للدراسات والإعلام، إن "الحقيقة العلمية لا يجب إنكارها، فالبكتيريا التي تم إيجادها على الأضاحي توجد على جلد الحيوان وأنفه وأذنيه، وبالتالي فالسرعة التي نمت بها هي اللغز"، داعيا إلى ضرورة العمل على إيجاد التفسير العلمي بشأن "تغير اللون في أقل من 24 ساعة، في حين أن تغير اللون نتيجة هذه الجراثيم يتطلب على الأقل مدة أسبوع". ودعا الفايد إلى ضرورة إحداث مركز خاص بالطوارئ للعمل على إيجاد التفسيرات لمثل هذه المشاكل، قائلا: "يجب إيجاد حل لتفادي المشكل مستقبلا"، معتبرا أن طريقة التغذية والتسمين تعد عاملا أساسيا في بعض الأحيان. وأوضح الأستاذ الجامعي ذاته أن "ما حدث خلال عيد الأضحى هذه السنة أمر جديد لا يجب التغاضي عنه"، وزاد: "سبق أن تم تسجيل حالات مشابهة في كل من الجزائر وتونس، ولكن بشكل أقل حدة؛ وبالتالي يجب استقدام الخبراء لمعرفة ما يحدث". وأردف الفايد: "القاسم المشترك بين هذه الدول هو أن الأعلاف باهظة الثمن، وبالتالي يحاول الفلاح تخفيض كلفتها وتسريع تسمين الحيوان". وأعطى الفايد تفسيرات علمية لأسباب تغير لون الأضحية، رابطا الأمر بعاملين أساسيين؛ الأول يتعلق بطريقة الذبح والثاني يهم تغذية الأكباش، وزاد: "حينما يذبح الحيوان يجب أن يفرغ من الدم وأن يتخبط إلى حين وفاته، ولا يجب بدء السلخ قبل أن يتوفى"، مفيدا بأنه "حين نفاد الدم يجتمع ما يسمى "الحمض اللاكي" في العضلات، وبالتالي تصبح حموضة الأضحية 5.6، وهو ما يحفظها من الفساد". ويؤكد الفايد أنه لضمان أن تصبح حموضة الأضحية 5.6 يجب تركها حوالي ست ساعات، حتى إن كانت درجة الحرارة تصل إلى 30 درجة، حتى تصبح جاهزة للأكل، مواصلا: "إن ظل الدم في الحيوان وكانت تغذيته غير جيدة لا يمكن أن تصل الحموضة إلى 5.6، وهو ما يعرض اللحم للفساد". وأشار المتحدث إلى أن "الأكباش غالبا ما يتم شراؤها من الأسواق ويتم تنقيلها من مسافات بعيدة وتعذيبها؛ ناهيك عن أن هناك خلال الفترة التي تسبق العيد من يتركها سنة محتجزة؛ وآخرون تبقى لهم فترة قصيرة جدا من أجل تسمين الأضاحي؛ وبالتالي يمنحونها أي شيء"، حسب تعبيره.