يحرص كثير من مغاربة العالم على العودة إلى المغرب لقضاء أيام عيد الأضحى بالقرب من عوائلهم وأصدقائهم داخل الوطن، بعيدا عن "برودة" أجواء "العيد الكبير" في بلدان الإقامة، حيث يمر العيد كباقي أيام السنة، وإن كانت تُسفَك فيه دماء الأضاحي. "أكفس حاجة هي أنك تدوّز العيد الكبير في الخارج"، تقول مونية، شابة مغربية قضّت عيد الأضحى هذه السنة في المغرب، بعدما دأبتْ على قضائه في السنوات الماضية في كندا، مضيفة: "مْلّي كتدوّز العيد على برا كيجيك إحساس خايب..كيجيك الحنين للبلاد". ورغم أنّ المسلمين في المهجر يمارسون طقوس عيد الأضحى، من أداء صلاة العيد، ونحر الأضحية، فإنّ طقوس العيد في "البْلاد" تجعل كثيرا من مغاربة الخارج يحنّون إلى قضاء أيام العيد داخل بلدهم الأصلي، في أحضان أحبابهم وأقاربهم. "كنعيّدو، ولكن العيد فالغربة كيبقا ديما ناقص"، يقول رشيد، مواطن مغربي مقيم في هولندا، بينما يقول عبد الله، المقيم في الولاياتالمتحدةالأمريكية: "العيد فالغربة ماشي عيد، حيت ما كاينش الجو العائلي". ويُعدّ عامل الجو العائلي، وقضاء العيد رفقة الوالديْن، من أكثر الأسباب التي تجعل العيد في بلاد المهجر فاقدا لنكهته، وتجعل مَن تسنح لهم الظروف من مغاربة العالم يعودون إلى أرض الوطن لقضائه رفقة عائلاتهم، حسب مونية. وتقول مونية موضحة: "العيد مع العائلة يكون أحسن بكثير، خاصة مع الوالدين، حيت كلما تقدم بهم العمر كتخاف تعيد شي نهار بلا بهم"، مضيفة: "العيد هو الطقوس". أما كريم، المقيم في فنلندا، فيقول: "اللي بغا العيد يدوزو فالمغرب، هنا كاينة غير صلاة العيد لا غير". الحنين نفسه إلى قضاء أيام عيد الأضحى في المغرب تعبر عنه حبيبة، المقيمة في كندا، بقولها: "هْنا أصلا ما كاينش العيد. العائلات كيتجمعو غي باش يمشيو للمجزرة يذبحو ويتسناو الحولي، أما الطلبة ما كيعيدوش كاع، كيخدمو وكيدوز نهار العيد بحال الأيام العادية".