يشكل عيد الاضحى المبارك لأفراد الجالية المغربية المقيمة في الامارات العربية المتحدة مناسبة للتجمع وتبادل الزيارات العائلية واستحضار أجواء العيد بالوطن الأم على غرار جاليات عربية ومسلمة مقيمة بالامارات التي تستضيف أزيد من مائتي جنسية من مختلف بقاع العالم. فبعد أداء صلاة العيد، غالبا ما يقوم أرباب الأسر المغربية بمباشرة اجراءات نحر الأضاحي بالمسالخ (مجازر عمومية) ونقلها إلى البيوت بعد تهيئتها للاستهلاك حيث تفضل بعض الأسر الالتئام في منزل واحد لتخليد هذا العيد بشكل جماعي في أجواء من الفرحة والابتهاج وتتولى النساء اللواتي يرتدين أزياء مغربية تقليدية إعداد مختلف الأطباق المغربية المشهورة وتقديمها للضيوف والزوار اضافة الى الشاي الأخضر مع الحلويات من مختلف الانواع. ويشكل هذا التجمع فرصة للحاضرين لتبادل التهاني وربط الاتصال عبر الهاتف ومواقع التواصل الاجتماعي بأفراد عائلاتهم بالمغرب من أجل تهنئتهم بمناسبة حلول عيد الاضحى والاستفسار عن أحوالهم وعن أجواء العيد والطقوس والعادات التي تواكبه والتي تختلف من منطقة إلى أخرى بالمملكة . فئة أخرى من أفراد الجالية المغربية لاسيما العزاب، الذين لا تسمح لهم ظروفهم المادية باقتناء الأضحية، يفضلون الالتقاء والتجمع في المطاعم المغربية المنتشرة في الامارات منها قرابة عشرة محلات بأبوظبي ،والتي تحرص على تقديم خدماتها لزبنائها بهذه المناسبة في حلة جديدة مع التفنن في تحضير مختلف الأطباق المغربية الشهية التي قد تنسيهم الإحساس بالحنين لدفء الأهل والأحباب . وقال عبد الصمد لاتوش مسير مطعم "الضيافة المغربية" بأبوظبي إن المطعم يعرف يوم عيد الأضحى "إقبالا كبيرا" من طرف المغاربة المقيمين بالامارات بحيث يفضل بعض أفراد الجالية المغربية ،التي يتجاوز عددها 55 ألف نسمة، الاحتفال بهذا العيد بشكل جماعي بين الأسر والأصدقاء وحتى الأفراد ذكورا وإناثا بالنظر إلى ما يوفره المطعم من أكلات أصيلة تشتهر بها المائدة المغربية في مثل هذه المناسبة. وأضاف لاتوش ،وهو شاب في عقده الثالث، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن الاحتفال بعيد الأضحى بالمطعم يتيح لزبنائه سواء من المغاربة المقيمين بالامارات أو لأفراد جاليات أجنبية أخرى الراغبين في استكشاف المطبخ المغربي، فرصة الاستمتاع بأجواء العيد بنكهة مغربية أصيلة من حيث الأطباق والمأكولات والحلويات بمختلف أصنافها وكذا بفقرات موسيقية مغربية الشعبية منها والعصرية التي تشنف أسماع الحاضرين وتجعلهم يعيشون على ايقاع أجواء العيد بالمملكة. وإجمالا، يمكن القول بأن عيد الأضحى في الامارات يتيح سواء للمواطنين الاماراتيين أو المقيمين من مختلف الفئات الاجتماعية الاحتفال بهذه المناسبة في اجواء من الفرح والتعايش وبنكهات مختلفة . كما يشكل هذا العيد فرصة للتعرف على العادات والتقاليد الاماراتيةالأصيلة التي تبدأ بنحر الاضاحي والتنقل لزيارة الأهل والأحباب وتذوق مختلف الاطباق والحلويات المحلية وانتهاء بزيارة الحدائق والتجول في الساحات الكبرى ومراكز التسوق التي تغري بعروضها التسويقية لاسيما في هذه المناسبة الدينية الكبرى.