في أول تعليق لها على الجدل الذي خلقه غلاف المجلة الفرنسية الأسبوعية "جون أفريك"، بسبب عنوانها المثير للجدل: "الإرهاب.. وُلد في المغرب"، أدانت الحكومة المغربية ما صدر عن هذه المجلة، معتبرة ذلك عملاً "مستفزا" و"مداناً" و"يدخل في إطار حملة دولية تحاول الربط بين الإرهاب وبين المغرب". وقال مصطفى الخلفي، الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني الناطق الرسمي باسم الحكومة، إنه مباشرة بعد صدور عدد المجلة قام بالاتصال ب"جون أفريك" في شخص الصحافي الذي حرر المقال، وعبر له عن رفض المغرب لغلاف المجلة "الذي يتناقض مع افتتاحية العدد التي اعتبرت الافتراض الذي يتهم المغرب بالتخلص من جهادييه عبر تسهيل الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا "ليس له أي معنى". وأوضح الخلفي، في ندوة صحافية عقب اجتماع مجلس الحكومة الأسبوعي، أن التوضيح الذي قامت به المجلة بعد الضجة الواسعة "لم يكن في مستوى تجاوز الإساءة البالغة" و"الصورة النمطية السلبية التي تحاول النيل من صورة المملكة عبر الربط بين المغرب وشعبه ومؤسساته ومجهوداته في محاربة الإرهاب والتطرف". وزاد الخلفي موضحا: "كل ما يروج في حق المغرب هو بمثابة حملة ظالمة، لأن الجميع يشيد بنموذجه المتفرد، بل وموضوع طلب من قبل العديد من الدول للاستفادة من تجربته في مجال مكافحة الإرهاب". واعتبر المسؤول الحكومي أن "ترويج بعض الجهات بأن المتورطين في العمليات الإرهابية ولدوا في المغرب يعكس فشل هذه الجهات في معالجة الأسباب الحقيقية للظاهرة، والاكتفاء بتعليق الشماعة على دول أخرى". وأكد الناطق الرسمي باسم حكومة سعد الدين العثماني أن المغرب دائما في مقدمة الدول من أجل التعاون الدولي لمحاربة جميع أشكال التطرف، وأيضا عبر تبنيه لسياسة أمنية وتنموية وحقوقية ودينية تعززت مؤخرا بمشروع "مصالحة" لفائدة المعتقلين الإسلاميين الذي أطلقته مندوبية السجون. وكان غلاف المجلة، في عددها لهذا الأسبوع، قد تضمن صور 10 شباب من أصول مغربية، ينتمون إلى الخلية الإرهابية المتورطة في الهجومين الإرهابيين الأخيرين في برشلونة وكامبرليس في إسبانيا. وعمدت "جون أفريك" إلى لفت الانتباه إلى المادة الرئيسة بألوان العلم المغربي (الأخضر والأحمر) والنجمة الخماسية، مع عبارة بالإنجليزية تقول:"Terrorisme Born in Morocco" (لإرهاب وُلد في المغرب). وبدروها، وصفت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو" هذا الغلاف ب"المستفز"، والذي "يسيء إلى صورة المغرب في الخارج". وأكدت المنظمة الإسلامية، في بلاغ لها، أن ما قامت به المجلة "عمل غير مهني، يتضمن اتهاماً ظالماً لشعب بلد له تاريخ حضاري عريق وحاضر مزدهر، ومشهود له عالمياً بنهج سياسة حكيمة ورائدة في محاربة التطرف والعنف والإرهاب". وأوضحت الجهة ذاتها أن "مقترفي العمليات الإرهابية في الدول الأوروبية ولدوا ونشؤوا فيها، وتلقوا تعليمهم في مدارسها، ولا علاقة للمغرب وثقافته بهم وبانحرافهم"، داعية إلى التنديد بالغلاف بما يمثله من "إساءة إلى دولة لها مكانة محترمة في الساحة الدولية".