خلية إرهابية مكونة مع عشرة مغاربة خلقت الرعب في قلوب الإسبان، بعد تنفيذ عملية دهس دامية وتفجير منزل في كتالونيا والإعداد لهجوم إرهابي ضخم، كان يستهدف أماكن سياحية وكنائس في برشلونة.. قواسمهم مشتركة، فهم شباب ينحدرون من مناطق الأطلس المتوسط العميق وجندهم "داعش" لأجل هدف واحد: دماء المدنيين. من مناطق الأطلس المتوسط المغربي إلى برشلونة الإسبانية.. بين مريرت والقصيبة وأغبالة صوب شوارع ومنازل كاتالونيا، كانت الخطة التي حبكت في الخفاء وتحت إشراف إمام مغربي متطرف في مساجد الإسبان وهو المنحدر من شفشاون، تبناها تنظيم "داعش" تحت عنوان "غزوة برشلونة"، ليسقط 15 قتيلا وأزيد من 100 جريح، عشية الخميس 17 غشت الجاري. مجلة "جون أفريك" الفرانكوفونية خصصت غلافا أسبوعيا مثيرا حول خلية برشلونة المغربية، اختارت له عنوانا عريضا يحمل بين ثناياه إحالة تبدو غير واقعية إلى احتضان المغرب للتطرف والإرهاب، "الإرهاب: ولد في المغرب"، بالرغم من أنه صدر بعبارة تشير إلى أعضاء الخلية "ولدوا في المغرب لكنهم تطرفوا في أوروبا"، مصحوبا بصورهم، ضمن تقرير انطلق صوب أصول المتورطين. تنطلق القصة الأولى لخلية برشلونة من منطقة مريرت، الواقعة على بعد 30 كيلومترا جنوب مدينة خنيفرة في الأطلس المتوسط، وهي مسقط رأس أربعة أعضاء في الخلية، الشقيقان أبو يعقوب والهاشمي؛ فيونس أبو يعقوب، 22 سنة، هو من قاد شاحنة الدهس التي قتلت 15 شخصا في شارع لاس رامبلاس ببرشلونة، والذي قتل بعد أن قامت الشرطة الإسبانية بمحاصرته وهو يحمل حزاما ناسفا في منطقة سوبيراتس. أما شقيقه الصغير حسين أبو يعقوب، 19 سنة، فقد ظهر اسمه من بين الضالعين الخمسة في التفجير الذي وقع في منطقة كامبريلس، (120 كيلومترا جنوببرشلونة)، حيث قتل مع ثلاثة مغاربة إرهابيين أثناء محاولتهم ارتكاب هجوم إرهابي بعد حادث برشلونة. المعطيات تشير إلى أن والد الأخوين أبو يعقوب هاجر بطريقة غير شرعية إلى ألميريا عبر سبتةالمحتلة عام 1999، وهناك ترعرع حسين ويونس بعد استقرار في منطقة "ريبول" حين كان يشتغل رب الأسرة في الخشب. مسار مماثل عرفه الأخوان الهاشمي: محمد 24 سنة وعمر 21 سنة، عضوا خلية كامبريلس، وهما أيضا من مريرت، إلا أن أسرتهما غادرت صوب أوروبا منذ 1990، فيما يقول مصدر من العائلة إن محمدا وعمر كانا يزوران قريتهما صيف كل سنة "ما عدا عمر الذي غاب منذ عامين"، يقول المصدر العائلي، الذي أكد أن علامات التدين لوحظت في الآونة الأخير على الأخ محمد، "شرع في أداء الصلاة واعتزال الناس دون أن يظهر عليه أي سلوك متطرف". أبناء مدينة مريرت الأربعة ترددوا جميعا على مسجد في منطقة "ريبول" الكتالونية بالقرب من الحدود الفرنسية، كان يتكلف بإمامته عبد الباقي الساتي، ذو 44 سنة والمنحدر من شفشاون وسبق إدانته في قضية مخدرات في إسبانيا، والذي يعتقد أنه العقل المدبر لهجمات برشلونة، وقتل في انفجار وقع في إقامة سكنية بمنطقة الكانار (200 كلم عن برشلونة) بعدما كان يعد لتفجير مرافق سياحية بواسطة سيارة مفخخة بقنينات غاز. أثناء التفجير، سيتم العثور على جثة مغربي خامس ضمن الخلية هو يوسف علا، 22 سنة، وهو ابن مهاجر مغربي من القصيبة المنتمية إلى جبال الأطلس المتوسط أيضا، فيما جرى أيقاف شقيقه سعيد، 19 سنة، من قبل الشرطة للاشتباه في صلته بعملية كامبرليس بعد العثور على وثائق خاصة بسيارته. من الأطلس المتوسط أيضا، وبالضبط منطقة أغبالة، يظهر اسم إدريس أوكابير، 28 سنة، وهو أول معتقل عقب اعتداء برشلونة ضمن عملية كامبرليس، وكان قد استأجر الشاحنة التي جرى استخدامها بواسطة الخلية الإرهابية؛ فيما أكد إدريس في التحقيق أن شقيقه موسى، البالغ من العمر 17 عاما، سرق وثائقه الشخصية وبعد مرور ساعات، من الحادث، قُتل موسى إلى جانب المغاربة الآخرين برصاص الشرطة الإسبانية. أما محمد حولي شملال، 21 سنة، ابن منطقة فرخانة الريفية القريبة من الناظور، فقد أصيب في انفجار بمنزل الكانار، الذي كان يجهز فيه الخلية العبوات الناسفة، ليتم اعتقاله احتياطيا، قبل أن يعترف للشرطة بأن أعضاء الخلية كانوا يخططون لعمليات إرهابية واسعة.