على غرار نظيراتها بأغلب ربوع المملكة، تحرص ساكنة دار الضمانة على الاحتفال بعيد الأضحى من خلال سلوكيات ومظاهر احتفالية تتكرر كل سنة، في مناسبة لا يزال المغاربة يتعاملون معها بكثير من الاحترام والاستعداد القبلي، غير أن الأهم هو حضور التفاصيل بقوة في عيد يطلق عليه المغاربة "العيد الكبير". مع مقدم كل عيد الأضحى، تستقبل مدينة وزان أعدادا كبيرة من المواشي من مناطق وضواحي مجاورة قصد تسويقها محليا. ويعتبر سوق زمورن، أو السوق الجديد، في هذه الفترة من كل سنة وجهة تجارية قريبة من ساكنة وزان لشراء كبش العيد، بعدما كانت المدينة عبارة عن سوق كبير للماشية، إلا أن هذا النشاط التجاري تم ترحيله في الآونة الأخيرة خارج المدينة حفاظا على جماليتها. غير بعيد عن تجزئة الشرفاء، يتواجد السوق الجديد، ويشتكي الباعة هنا من ضعف الإقبال، بالرغم من توفر عرض متوسط من حيث المواشي وبأثمان مختلفة، حسب ما عاينته هسبريس خلال زيارة ميدانية على السوق على مدى 3 أيام. هنا سوق زمورن.. على مدخل التجمع التجاري، تربض سيارة تابعة للقوات المساعدة وعناصر من الأمن الوطني، بمحاذاة شباب يقفون تحت أشعة الشمس الحارقة، في انتظار الكسابة وقطعان الماشية قصد استخلاص "الصنك". هناك آخرون استغلوا المناسبة لتدبير مصروف مالي عبر بيع التبن أو أحبال، وعرض خدمات النقل بالاستعانة بالدواب أو "الكاروسات" و كذا "تريبورتر". "من الفجر وحنا هنا يالله بعنا حولي واحد"، يقول ابن كساب تحدث لهسبريس، وأضاف الشاب أن "القضية ناعسة" في إشارة إلى تزامن عيد الأضحى مع العطلة الصيفة وبداية الدخول المدرسي ومناسبات متتالية استنزفت موارد الأسر الوزانية. وأشار الشاب العشريني إلى أن "العرض موجود هذه السنة، لكن الزبناء لا يقبلون الأثمان المقترحة ويصرون على أثمان غير مناسبة لا تغطي مصاريف عام من رعاية الخروف، وهو أمر يجعل البيع والشراء يعرفان ركوضا غير مسبوق". من جانبه، أكد أحمد، فلاح من ضواحي وزان، كلام الشاب السابق، مشيرا إلى أن العشرات ساوموا كبشه المتبقي، وقال: "بعت واحد وهذا عطاوني 1700 درهم وأنا طالب 1900 درهم وإذا عطاني 1700 نمشي بحالي نرتاح". خالد "ي"، رب أسرة خمسيني مقيم بمدينة وزان، قال إن الأثمنة هذا العام مناسبة بالمقارنة مع سنوات خلت، وأضاف: "العرض كبير ولكن الإقبال يظل ضعيفا"، مرجعا ذلك إلى حالة الترقب والتريث التي تسود أغلب الأسر في انتظار انخفاض الأسعار، وكذا لغياب "كراجات" لدى الأسر تحتضن حولي العيد، مشيرا إلى كون أغلبها تفضل اقتناء أكباش العيد من أحد معارفها أو من ضيعات فلاحية معدة لهذا الغرض ليتم الاحتفاظ بها تجنبا لمصاريف إضافية تثقل كاهلها. وأضاف خالد في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية: "هناك أنواع مختلفة من الأكباش والعرض متنوع، الصردي والكلموز والبلدي وتمحضيت"، مشيرا إلى أن النشاط التجاري من المنتظر أن يبلغ أوجه في مقبل الأيام وأن الأثمنة ستعرف انخفاضا نوعيا. أما مصطفى مرابط، أستاذ، فيرى أن أجواء العيد عرفت تغييرا جذريا بين الأمس واليوم، وقال: "في السابق كنا نشتري الحولي قبل يوم العيد بشهر، وكانت أحياء المدينة تعج بصراخ الأضاحي طيلة المدة المذكورة، وكان لأصواتها وروائحها وقع خاص طيب على النفوس، وكان الأطفال، بل جميع أفراد الأسر والعائلات، يألفون خروفهم، ويربطون معه علاقة إنسانية وعاطفية عميقة إلى درجة أن أغلبهم لا يستطيع حضور عملية الذبح، التي كانت تختلط فيها دموع الفرح بدموع الحزن على فراق الخروف". أما اليوم، يضيف مصطفى: "الخبر فراسكم، ها انتما كتشوفو، باقي 5 أيام على العيد والريحة ديال الحولي ما كيناش"، وفق تعبيره.