مع اقتراب عيد الأضحى تكثر الإعلانات الترويجية الخاصة بعروض شراء الأضحية، وتضطر الكثير من الأسر المغربية إلى الجوء إلى تلك القروض الصغرى التي تعودت اللجوء إليها في جل المناسبات طيلة السنة، أمام قدرة شرائية ضعيفة، وبنية مجتمعية هشة، وتجنبا للإحراج أمام مجتمع غير معتقداته الشعائرية الدينية إلى عادات وتقاليد. ويرفض غالبية الفقهاء الاقتراض والتكلف لشراء الأضحية، وهو ما يزكيه زيد بوشعرة، مندوب الشؤون الإسلامية بالقنيطرة، في تصريحه لهسبريس بالقول: "أضحية العيد سنة شعائرية، ولكن للقادر عليها، أما العاجز عنها فلا حرج عليه، مصداقا لقوله تعالى: لا يكلف الله نفسا إلا وسعها"". وحول الشعائر الدينية التي تحولت مع مرور الوقت إلى أعراف تقليدية يوضح المتحدث ذاته: "في العالم الإسلامي ككل أصبحت للعديد من للشعائر الدينية صبغة العادة أكثر من كونها عبادة، ما يعني أنها أصبحت قريبة إلى العرف الاجتماعي أكثر منها إلى الدين". وعن تكاليف شراء أضحية العيد والمصاريف المتزامنة معها بمناسبة العطلة الصيفية والدخول المدرسي يضيف مندوب الشؤون الإسلامية: "الاعتقاد بأنها شعيرة واجبة مجانب للصواب؛ لأنها سنة مؤكدة. وهذا راجع إلى سوء فهم الدين"، وزاد: "هناك من لا ينظر إلى هذه الشعيرة من الزاوية الدينية، لهذا أصبحت مع مرور الوقت عادة دنيوية، وضاعت مقاصدها الأساسية". وحول الأضحية الصالحة شرعا للذبيحة يوضح المتصل في حديثه لهسبريس: "تأتي الغنم في الدرجة الأولى.. وقال الفقهاء إن الضأن أفضل من الماعز وذكر الضأن أفضل من أنثاه، وذكر الماعز أفضل من أنثى الماعز، وأنثى الماعز أفضل من ذكر البقر، وأنثى البقر أفضل من ذكر الجمل، وذكر الجمل أفضل من الناقة". وختم المتحدث تصريحه لهسبريس بالتنصيص على أن "هذه شعيرة من شعائر الدين، نتذكر بها إبراهيم وقصته مع ولده إسماعيل، حينما كان سيضحي به امتثالا لحكم الله وامتحانا له، وامتحانا لنا أيضا لنتخذه مثالا للصبر والاستسلام لأمر الله، ولأجله سن الله هذه الشعيرة ليذكرنا بحكمته".