تتوالى المناسبات والأعياد الوطنية وتتأجل آمال عائلات معتقلي الريف في العفو عن أبنائها القابعين في سجن عكاشة. فباستثناء عيد العرش الذي فتح الباب لسيليا الزياني لمعانقة الحرية، لم تتضمن لوائح المستفيدين من العفو خلال مناسبتي ثورة الملك والشعب وعيد الشباب أي معتقل من حراك الريف. وكانت عائلات معتقلي حراك الحسيمة تترقب، مساء الأحد، الخطاب الملكي بمناسبة ثورة الملك والشعب عله يحمل أخباراً سارة بالإفراج عن المعتقلين، إلا أن الخطاب كان مخصصاً للسياسة الإفريقية للمملكة المغربية، وعودة البلاد إلى مؤسسة الاتحاد الإفريقي. ونشر عدد من أفراد العائلات تدوينات ب "فيسبوك" حول استثناء معتقلي الحراك من العفو؛ إذ كتب محمد أحمجيق، شقيق نبيل أحمجيق، قائلا إن عائلته "قررت مقاطعة شعيرة عيد الأضحى تحت شعار لا عيد لنا ومعتقلنا وراء القضبان". وفيما لم تعلن العائلات بصفة عامة تبني هذا القرار، أوضح محمد أحمجيق أن "قرار مقاطعة شعيرة عيد الأضحى من طرف عائلة المعتقل نبيل أحمجيق لا تلزم أحدا في نهج نفس الموقف، بل حرية مسايرة الأسرة في قرارها من عدمه هو مكفول للجميع". وتداول عدد من أبناء الحسيمة عبارات "لا عيد بدون الإفراج عن المعتقلين"، فيما نشرت سليمة الزياني، المعروفة ب"سيليا"، التي شملها العفو الملكي في عيد العرش الشهر المنصرم، صورة لوالدة المعتقل أنس الخطابي مرفوقة بالعبارة التي سبق أن قالتها: "كيف لي أن أحتفل بالعيد وابني الوحيد أنس الخطابي مسجون في عكاشة". وقال أحمد الزفزافي، والد المعتقل ناصر الزفزافي، في تصريح لهسبريس حول قرار مقاطعة شعيرة الأضحى، "نحن أصلاً في حالة حداد، وهذا يعني أنه ليس هناك أي عيد؛ لأن هذا الأخير يعني الفرحة واجتماع الأسرة، وهو ما ليس متوفراً". وأضاف الزفزافي قائلاً: "أبناؤنا في السجن، وهذا يعني أنه لا معنى للعيد. لو كان اعتقالهم بسبب جُرم لكان الأمر عادياً، لكن تم اختطافهم من المنازل والشارع والبحر لا لشيء سوى لأنهم طالبوا بتوفير الصحة والجامعة والتشغيل". وحول انتظار المناسبات الوطنية والأعياد الدينية التي قد تحمل أخباراً سارة للمعتقلين، قال الزفزافي إن "العفو عن معتقلي حراك الريف هو من اختصاص المسؤولين في مراكز القرار وليس بيدنا. هم أبرياء، والمنطق يتشبث ببراءتهم". جدير بالذكر أن الملك محمدا السادس كان قد أمر، بمناسبة عيد العرش، بالعفو عن مجموعة من المعتقلين الذين لم يرتكبوا جرائم أو أفعالاً جسيمة في الأحداث التي عرفتها الحسيمة وضواحيها، شمل بالخصوص سليمة الزياني ومعتقلين آخرين في سجن الحسيمة. وبمناسبة ثورة الملك والشعب، أصدر الملك عفواً شمل 14 معتقلاً إسلامياً، منهم الذين أدينوا على إثر الأحداث الإرهابية التي عرفتها مدينة الدارالبيضاء في 16 ماي 2003 وشاركوا في برنامج "مصالحة" وراجعوا مواقفهم وتوجهاتهم الفكرية.