لجأ نشطاء "حراك الريف" بإمزورن، القصية ب18 كيلومترا عن مركز مدينة الحسيمة، إلى أحد الأحياء المتواجدة على أطراف المدينة، في انتظار تجمع المشاركين للانطلاق في المسيرة التي تمت الدعوة إليها للتنديد بمقتل عماد العتابي، و"رفع العسكرة" وإطلاق سراح المعتقلين. وقد طوقت القوات العمومية مختلف مداخل المدينة وشوارعها الرئيسية منذ الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد، كما تم الاعلان عن منع تنظيم أي مظاهرة أو احتجاج بالمدينة وبالمناطق المجاورة؛ كبني بوعياش. المتظاهرون الذي حجوا بالمئات أصروا على تنفيذ شكلهم الاحتجاجي؛ إذ التحقوا بحي "بن موسى وعمر" المتواجد في أطراف المدينة، وواصلوا من هناك ترديد الشعارات الرافضة للوضع السائد بالمنطقة، مع المطالبة ب"رفع العسكرة" وحرية المعتقلين، قبل أن ينطلقوا في مسيرة نحو وسط المدينة المحاصرة بالقوات العمومية. "سلمية سلمية .. لا حجرة لا جنوية!" و"الموت ولا المذلة!" و"الشهيد ارتاح ارتاح .. سنواصل الكفاح!" و"لا للعسكرة !"؛ شعارات رفعها المستجيبون لدعوة التظاهر مؤكدين أنه "رغم المتابعات والاعتقالات سيواصلون الخروج إلى الشارع"، وفق تعابيرهم. حشود المتظاهرين الغفيرة أجبرت القوات العمومية على التراجع والاكتفاء بتتبع الوضع من بعيد، في حين واصل النشطاء الصدح بالشعارات وهم يجوبون شوارع وأزقة المدينة. المسيرة لم تقتصر على المشاركون الراجلون، بل شارك فيها أصحاب السيارات الذين استعملوا منبهات سياراتهم، في حين ردد الجميع الشعارات المنادية بإطلاق سراح المعتقلين على خلفية "حراك الريف". وقد واصل المحتجون مسيرتهم بعد حلول الظلام، معلنين رفضهم للمقاربة الأمنية، ومشددين على مطلبهم بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، مؤكدين على ضرورة الكشف عن حقيقة مقتل عماد العتابي، وتقديم المتورطين للعدالة. وكان نشطاء الحراك قد دعوا أرباب المحلات التجارية والمقاهي إلى إغلاق محلاتهم اليوم الأحد، والدخول في إضراب عام، بينما استجاب عدد كبير منهم لهذه الدعوة المعممة على نطاق واسع. جدير بالذكر أن حقوقيين أعلنوا عن أسماء شباب من المدينة قالوا إن "عناصر أمنية بزي مدني قد أوقفتهم واقتادتهم إلى مقر الشرطة بإمزورن"، فيما تم الكشف عن إيقاف ابن الناشط محمد جلول، المعتقل حاليا بسجن عكاشة في الدارالبيضاء، إضافة إلى ممرض يمارس مهامه بالمدينة نفسها.