ظهرت موهبتها منذ سنوات عمرها الأولى، وكانت لا تتردد في الغناء والرقص أثناء فترة الاستراحة بين الحصص الدراسية في المرحلة الابتدائية، قبل أن تكتشف موهبتها وتفتح في وجهها آفاق الشهرة. لم تتوقف عائشة تشنويت عن الغناء والرقص، ولم تكلّ عن الحركة فوق الخشبة على إيقاع تموجات جسدية تتناسق مع أنغام الموسيقى الأمازيغية، إلى أن تحقق حلم طفولتها في تسجيل أول ألبوم لها سنة 1992. تحكي تشنويت في حديثها لهسبريس قائلة: "في بداية مسيرتي الفنية، كنت أتعرض للسخرية من طرف زميلاتي على طريقة رقصي وغنائي، وعند صدور أول ألبوم لي وجدت تعاطفاً كبيراً من طرف الجمهور، وفتحت أمامي الأبواب نحو احتراف الغناء". لم يكن من السهل أن تقنع عائشة عائلتها الصغيرة باحتراف الفن، خوفاً عليها من إكراهات المجال، لكنها وجدت في زوجها ظلاً تحتمي به ورافقها في كل جولاتها الفنية. وعلقت على ذلك بالقول: "زوجي دائما بجانبي، بدأنا معاً من الصفر وهو واع بضريبة المجال الفني، ويعرف صرامتي في العمل، وعائشة الزوجة التي يغار عليها تظل في البيت، وخارجه تحضر شخصية تشنويت الفنانة". خلال مسارها الفني طيلة 42 سنة، أنتجت تشنويت العديد من الألبومات واشتهرت بعشرات الأغاني التي أدتها بالأمازيغية، والتي تنهل من التراث الموسيقي المغربي بمختلف تلويناته. وطرحت "ديوهات" جمعتها بفنانين شباب من بينهم رضوان الأسمر وغاني القباج. بجرأة كبيرة، أصدرت عائشة أغنية شبابية مزجت بين الدارجة المغربية والأمازيغية، أثارت ردود فعل متباينة، وردّت على ذلك بالقول: "التراث الأمازيغي الأصيل حاضر وبقوة في أغنية (واش كتفهم العربية)، من خلال الكلمات واللحن واللباس التقليدي"، وأضافت: "لم أتخوف من هذا اللون الشبابي، قدمت على هذه الخطوة وأنا على علم بأنني سأتلقى انتقادات، لكنني متيقنة أني فتحت الباب أمام الفنانين الأمازيغيين للاجتهاد في الأغنية الأمازيغية وزرعت فيهم روحاً جديدة وجرأة كبيرة ليضع كل واحد بصمة خاصة به للنهوض بهذا اللون". وفي السياق ذاته، اعتبرت المتحدثة أن الأغنية الأمازيغية تحتضر وتعيش انحصاراً صعبا وانتكاسة حقيقية، وأوضحت ذلك بالقول: "الفنانون الأمازيغيون يعانون في صمت في غياب شركات إنتاج ترعى إنتاجاتهم في ظل الزحف المتواصل للقرصنة". إلى جانب هذا المسار الغنائي الغني، شاركت تشنويت، رفقة زوجها، في بداية مسيرتها الفنية في أول فيلم ناطق بالأمازيغية بعنوان "اليتيمة"، وتحلم اليوم بخوض التجربة من جديد، وقالت: "لست ممثلة محترفة، كانت تجربتي الأولى في التمثيل مجرد هواية، واليوم لن أنكر أنني أرغب بشدة في تكرار التجربة بأدوار درامية لا تتعدى الخطوط الحمراء في الجرأة".