أسدل قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف بالدارالبيضاء الستار عن ملف ما بات يعرف ب"معتقلي حراك الريف"، إذ أنهى التحقيق مع المتهمين المتواجدين بالسجن المحلي عين السبع في العاصمة الاقتصادية للمملكة. وأثار قرار قاضي التحقيق باستئنافية الدارالبيضاء غضبا واسعا في صفوف أعضاء هيئة الدفاع عن المعتقلين، خاصة أنه برز مفاجئا لم يتم إشعارهم به مسبقا، حسب إفاداتهم في تصريحات استقتها جريدة هسبريس الإلكترونية من المحامين. وقال المحامي سعيد بنحماني في تصريح لهسبريس: "القرار جاء بشكل مفاجئ، إذ كان من المفروض استمرار عرض ناصر الزفزافي وتقديم الأدلة، فإذا بنا نفاجأ كدفاع بختم التحقيق، في انتظار الأمر بالمتابعة أو عدمها". من جهته، أوضح النقيب محمد زيان، في تصريح آخر لهسبريس، أن قاضي التحقيق أنهى مهمته، وسيتم عرض "الزفزافي ومن معه" في جلسة تنعقد أوائل شهر شتنبر، مباشرة بعد عيد الأضحى، معبرا عن غضبه من هذه الخطوة المفاجئة. وقال زيان: "النيابة العامة قالت كلمتها وستحدد الجلسة.. كنا ننتظر العفو الملكي وهم يقومون بعملهم في غفلة منا"، مضيفا: "لا أحد كان ينتظر هذا الأمر، وأن يتم تحريك الملف قبل 20 غشت، لأن الناس كانوا يعولون على عفو ملكي بهذه المناسبة". وزاد زيان أن "ما تم أكبر من كارثة، ويدل على أنه لا وجود لحسن نية في التعامل من طرفهم مع هذا الملف"، مشيرا إلى أن "الدفاع بات مكبل اليدين بعد القرار المفاجئ، وينتظر تحديد تاريخ انعقاد أول جلسة للمحاكمة". وكشف أعضاء هيئة الدفاع، في تصريحاتهم لهسبريس، أن النيابة العامة قدمت ملتمسا إلى قاضي التحقيق، يضم 280 صفحة، تحمل في طياتها تهما وعقوبات ثقيلة في حق ناصر الزفزافي وباقي المعتقلين. وتصل العقوبات، حسب التهم الموجهة إلى نشطاء "حراك الريف"، إلى الإعدام؛ وذلك طبقا للفصل 201 من القانون الجنائي، وكذا عقوبة السجن المؤبد. وتختلف العقوبات حسب التهم الموجهة إلى كل متهم، إذ تتراوح ما بين ستة أشهر والإعدام أو السجن المؤبد حسب ما أكده محامو هيئة الدفاع. من جهة اخرى، علمت جريدة هسبريس الإلكترونية أن المعتقلين عبروا عن امتعاضهم من هذا القرار بعدما تم إخبارهم من طرف المحامين خلال زيارتهم يوم أمس ويومه الجمعة، وأكدوا أنهم سيتدارسون قرارا في غضون الأيام المقبلة مع ذويهم بعد زيارتهم يوم الأربعاء المقبل. وأكد مصدر لهسبريس، قام بزيارة المعتقلين، أن هؤلاء ارتدوا لباسا أسود حدادا على وفاة عماد العتابي، بعد إصابته في "مسيرة 20 يوليوز" بالحسيمة، كما دخلوا في إضراب عن الطعام لمدة 48 ساعة، تفعيلا للبلاغ الذي أصدروه مسبقا.