في الوقت الذي لازالت فيه حناجر ساكنة حي تحيت وقصر الجديد والأحياء المجاورة لهما، بمركز مدينة تنغير، تصرخ أمام المؤسسات العمومية من أجل إنهاء معاناتها مع "الواد الحار" الذي أصبح يقض مضجعها، بسبب تسربه إلى الحقول وأمام المنازل، تفاجأت ساكنة حي الوفاء بدورها، يوم الاثنين، بتسرب المياه العادمة إلى أبواب منازلها وبعض الأزقة. تسرب مياه "الواد الحار" إلى الأزقة وأمام أبواب المنازل، دفع ساكنة حي الوفاء إلى إطلاق صرخة فزع واستغاثة مستنجدة بالقائمين على تدبير الشأن العام المحلي للتدخل من أجل وضع حد لمعاناتها مع هذا المشكل الذي يخلف روائحا كريهة قد تهدد حياة الساكنة، خصوصا الأطفال، ببعض الأمراض المزمنة، متهمة، المجلس البلدي لتنغير والمكتب الوطني للماء الصالح للشرب، باعتبارهما المسؤولين المباشرين على هذا القطاع، بعدم القدرة على حل مشكل الصرف الصحي الذي طال أمده، وأصبحت معه الساكنة تهدد بالرحيل الجماعي بحثا عن مكان آمن، بحسب إفادة فاعل جمعوي. حساين بويري، فاعل جمعوي أحد سكان حي الوفاء، قال: "بعد استراحة محارب، عاد الواد الحار ليقض مضاجع سكان حي الوفاء بمدينة تنغير"، مضيفا أن "الشارع الرئيسي المؤدي إلى الثانوية التأهيلية صلاح الدين وإعدادية الوفاء انفجر فيه نهر من الواد الحار الساخن"، معتبرا أن "الحرارة المفرطة زادت من قوة الروائح النتنة وأسراب من الحشرات الضارة بالحي". واعتبر الجمعوي ذاته، في تصريح لجريدة هسبريس الالكترونية، أن مآسي الواد الحار التي شهدتها ولازالت تشهدها مدينة تنغير، ما هي إلا "واحدة من مظاهر الفساد المستشري في دواليب الإدارة والمجالس المنتخبة"، مسترسلا بتهكم: "مزيدا من الصبر يا سكان تنغير ومزيدا من النوم العميق، فمسؤولو تنغير الإداريين والمنتخبين يواصلون الليل بالنهار بحثا عن الحلول لهذه الآفة في أفق 2050". ولم تستبعد ساكنة حي الوفاء الخروج إلى الشارع للتظاهر أمام مقر بلدية تنغير والعمالة، إلى جانب باقي الأحياء الأخرى المتضررة من مشكل الصرف الصحي، مؤكدة عزمها القيام بخطوات احتجاجية أكثر تصعيدا في حالة عدم تدخل الجهات المسؤولة لوضع حد لتسرب المياه العادمة إلى الأزقة وأمام أبواب منازل الساكنة. في المقابل، اتصلت جريدة هسبريس الالكترونية برئيس المجلس البلدي لتنغير لاستفساره في هذا الموضوع، إلا أن هاتفه ظل يرن دون مجيب.