بجسد منهك يرتعش من تطور المرض النادر وبلوغه المراحل الأخيرة وبصوت واهن... تعيش سكينة خرماز، الشابة ذات 24 سنة، في غرفة مظلمة لم تغادرها لأزيد من سنة في بيت والدها الكائن بسيدي علال البحراوي ضواحي مدينة الرباط، جراء إصابة دماغها سنة 2014 بداء نادر يدعى "التصلب اللويحي". هذا المرض، الذي أصاب جسد سكينة النحيل وأفقدها القدرة على الحركة، هو مرض مزمن اكتشف في القرن ال19 من لدن عالم فرنسي، وهو التهاب ينتج عن تلف الغشاء العازل للعصبونات في الدماغ والحبل الشوكي، ويعطل أجزاء من الجهاز العصبي ويفقد القدرة على التواصل؛ وهو ما يسهم في ظهور عدد كبير من الاختلالات العضوية والعقلية. خلال تسليط هسبريس الضوء على معاناتها من خلال برنامج "حياتي"، فتحت الشابة الحسناء حفيظة أسرارها وحكت عن المأساة التي عاشتها في بيت زوجها السابق، وعن أيامها التي اختفت ألونها الربيعية واتخذت لونا أسود قاتما، وكيف غادرتها الفصول الثلاثة قبل موعدها لتصبح خريفا حزينا بدون أمل في الحياة. "يوم توفيت والدتي أدركت أن الأمل قد تلاشى... رحلت ورحل معها الأمل وكل شيء جميل"... هكذا وصفت سكينة رحيل والدتها، التي فارقت الحياة بعد معاناة طويلة مع المرض، لتترك فراغا كبيرا في حياتها. وفي وقت لم تتمكن فيه سكينة من الحصول على شهادة البكالوريا، تقدّم لخطبتها رجل يكبرها ب15 سنة، وبدون تفكير تزوجت الفتاة التي كانت في 17 من عمرها، لتدخل رحلة معاناة جديدة كانت تجهلها. "كنت أقطن ببيت رفقة أخوات زوجي اللواتي تكبرنني بعشرات السنين، وكنّ يمارسن عليّ تصرفات لا أخلاقية ولا إنسانية في ذلك البيت؛ إلا أنني فضّلت الصمت وأكملت رحلتي مع زوجي، في حين كان ملاذي الوحيد البكاء ولوم نفسي على كل المشاكل التي وقعت معي بعد زواج دام عدة أشهر"، تقول سكينة. وتضيف خرماز، التي كانت تحلم بأن يعوضها زوجها عن حنان والدتها، "بعد كتمي لكل تلك المعاناة، بدأت المشاكل الصحية تظهر على جسدي؛ مثل عدم قدرتي على السير أو الحركة، وفي مرات كنت أحس بتعب شديد، لتتضاعف بعدها معاناتي مع آلام الرأس الذي لم تنفع معه الأدوية المسكنة". بصوت خافت منهك، تستطرد المتحدثة: "اعترتنا الحيرة ودخلنا في دوامة التخمينات والتأويل؛ فهناك من قال إن ما أصابني ناجم عن العين، وهناك من قال تلبس جن، وهناك من شاهد وضعي واكتفى بالبكاء والنواح أمام أنظاري، لكني تجاهلت كل تلك الأقاويل ولجأت إلى طبيب مختص". بدأت رحلة علاج قاسية بالمستشفيات العمومية، وازداد الوضع سوءا بعد إجرائي لفحوصات طبيبة وأشعة سينية أثبتت أن ما أصابني هو تصلب لويحي لم أسمع عنه من قبل، وسيكلفني علاجه الملايين شهريا"، وزادت قائلة: "رضيت بقضاء الله وتقبلت المرض؛ لكن زوجي لم يتحمل المسؤولية، وتخلى عني قبل أن أبدأ رحلة العلاج القاسية". سكتت سكينة لحظة، قبل أن تسترجع أنفاسها وتتحدث دموعها الحارقة: "ضاع الكثير من حياتي، ولم أستغل سنوات شبابي الذي يمضي في انتظار يد تخرجني من عزلتي وتسهم في استشفائي"، مضيفة "ما زلت أحلم بالعودة إلى طبيعتي إلا أن عجز عائلتي عن سد مصاريف العلاج الذي يكلفني 10 آلاف درهم في الأسبوع تكاثف مع رفض التغطية الصحية تعويضي عن مصاريف علاجي، ليصل المرض إلى مراحله الأخيرة". وتضاعفت معاناة الفتاة، التي شل المرض حركتها بعدما أفقدها البصر قبل سنة وأضعف جسدها وتسبب لها في مرض نفسي؛ لكنها وبالرغم من المعاناة الكثيرة ظلت متشبثة بأمل الحصول على العلاج في مستشفى حكومي أو بتيسير الجهات المختصة أمر خضوعها للعلاج خارج أرض الوطن. وتحلم سكينة خرماز باسترجاع عافيتها، لتتمكن في أن تعيش حياة مثل قريناتها، متشبثة بأمل مساعدة ذوي القلوب البيضاء لتسهيل سفرها خارج أرض الوطن حالمة بتدخل الوزارة الوصية وتبنيها لملفها الصحي الذي أنهك كاهل والدها العامل البسيط. للتواصل مع سكينة خرماز: 0672460568