أقدم احد المعطلين من حاملي الرسائل الملكية مساء أول امس الثلاثاء على إحراق نفسه بشارع محمد الخامس(أمام مقر البرلمان) بعد ان صب مادة البنزين على جسده ، ونقلته سيارة الإسعاف إلى المركز الاستشفائي الجامعي بن سينا لتلقي العلاج . "" وجاء هذا القرار احتجاجا على عدم وفاء المسؤولين بتفعيل التعليمات الملكية وقرار الحكومة بتشغيل حاملي الشهادات العليا من المعطلين. وتشكل البطالة أحد الأورام الخبيثة التي تؤلم الذات المغربية بل تحرج القائمين على البلد دوليا. فحسب الإحصائيات الرسمية و غير الرسمية تمس البطالة أكثر من 17 في المائة من السكان، هذه النسبة هي أكبر في صفوف المعطلين من حاملي الشواهد مما يطرح ألف سؤال حول مستقبل الشباب المغربي ودوره التنموي. وأصبحت عاصمة البلاد ملاذا للمعطلين الذين يحجون إليها من أجل المطالبة بالشغل و الاحتجاج ضد سياسة الحكومة غير المبالية بمطالبهم المشروعة والتي تؤدي بهم إلى التنديد بإجهاض حقهم في الشغل المضمون وفق المواثيق الدولية. هؤلاء الشباب المعطل الذين قرروا بفعل اليأس تغيير أشكال الاحتجاج و الرفض بدأوا يوظفون وسائل أكثر حدة و التي تجلت في إحراق ذواتهم أمام مرأى و مسمع الرأي العام. هذه ظاهرة جديدة تقدم الدليل على أن الذي يحترق هو مغرب اليوم و يحرق معه طاقاته وكفاءاته العليا.