استطاعت الشركة المغربية للنقل البحري "AML" النجاح في قطاع فشل فيه آخرون، رافعة شعار "التجديد" و"الاستثمار" من أجل منح المسافرين تجربة جديدة في السفر عبر البحر، للمساهمة في تطوير الجناح الوطني المغربي وفي تنمية نشاط الملاحة البحرية بالمغرب. "AML" نتجت عن شراكة بين المجموعة اليونانية المتخصصة عالميا في مجال النقل البحري بنسبة 49 في المائة، وبين البنك المغربي للتجارة الخارجية فرع إفريقيا لعثمان بنجلون بنسبة 51 في المائة، وتربط اليوم القارة الإفريقية بأوروبا من خلال بواخرها الثلاث اعتمادا على الخبرة اليونانية في المجال. منذ افتتاح خطها في يونيو الماضي، تمكنت "رابط إفريقيا والمغرب" من نقل 262 ألف مسافر، ناهيك عن أنها أمنت بنجاح تغطية عملية "مرحبا 2016"، فاستطاعت "تلبية حاجيات مغاربة العالم عبر سفن ذات معايير دولية وخدمة ذات جودة عالية". "AML" استطاعت في أقل من ستة أشهر اقتناء سفينتين تحت الجناح المغربي، الذي ستستمر في تطويره وتنميته. آخر السفن التي اقتنتها الشركة كانت الباخرة التي تحمل اسم "نجمة المغرب"، التي تم تدشينها نهاية الشهر الماضي، والتي تمتد على طول 152 مترا وعرض 23.1 مترا، بقدرة استيعابية تصل إلى 935 مسافرا، و220 مكانا للسيارات. كما لا تخلو من أماكن للترفيه، مثل المطاعم والمقاهي، دون أن ننسى محلا تجاريا بدون ضرائب، ناهيك عن افتتاح مقر مركزي جديد لها بمدينة طنجة. ويقول المفضل الحلايسي، رئيس شركة ("AML"): "نود قبل كل شيء التعبير عن اعتزازنا، كمجموعة مغربية خاصة، بأن نكون مبادرين في مشروع مهم واستراتيجي لبلادنا"، مواصلا: "في أقل من سنة، استطاعت شركتنا أن تحجز لنفسها مكانة بين شركات الملاحة البحرية بالمغرب". ومنذ إنشائها في يونيو الماضي، والشركة الجديدة تحصل على دعم مطلق من لدن وزارة النقل؛ فعلى الرغم من أن القانون يمنع منح رخص تتيح للبنوك الاستثمار في المجال البحري، فإن البنك المغربي للتجارة الخارجية استطاع الحصول على رخصة تدوم لمدة ثلاث سنوات، وهو ما أسهم في مواجهة المنافسة الإسبانية التي يعرفها القطاع. وتسعى الشركة الحديثة إلى امتلاك 20 في المائة من السوق خلال موسم 2017 و2018، عن طريق جلب 634000 مسافر، و158000 سيارة خاصة، إضافة إلى 43000 شاحنة و3700 حافلة؛ وذلك باستغلال سفنها الثلاث خلال فترة الصيف وسفينتين من شهر أكتوبر إلى نهاية السنة. أما عن مخططاتها بعيدة الأمد، فالمؤسسة تسعى إلى اقتناء ست سفن بحلول 2021، كما أنها تفكر في فتح خطوط نحو إفريقيا جنوب الصحراء وأيضا صوب الشرق الأوسط. "كروب أتيكا"، التي أنشئت عام 1918 وتملك حاليا 14 سفينة، تنقل سنويا أربعة ملايين مسافر، برقم معاملات وصل إلى 2.7 مليار درهم في 2016.