ورش إنساني هادف ذاك الذي عرفته مصلحة الإنعاش بمشفى سانية الرمل بتطوان. الحكاية بدأت أسبوعين من الآن، عندما أعلن سعيد العباري، طبيب التخدير والإنعاش بالمشفى المذكور، عن رغبته في إصلاح المصلحة التي يشتغل بها ويسهر على إنقاذ أرواح مواطنين في وضعيات حرجة. الورش، الذي انطلق من على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، تطور وأضحى حقيقة وواقعا عقب تفاعل عدد من المحسنين والفاعلين من أصدقاء الطبيب، ليشرع في العمل على تزيين مداخل مصلحة الإنعاش عبر طلاء جدرانها وتغيير النوافذ والأبواب الخشبية المهترئة بأخرى جديدة من الألمنيوم ضاربين عصفورين بحجر واحد؛ عمل إنساني وخيري وإعداد الظروف المناسبة لاستشفاء المرضى. وفي هذا الصدد، قال سعيد العباري، في تصريح لهسبريس، إن "الورش، الذي انطلق بمبادرة شخصية، حظي بتعاطف ودعم كبيرين من لدن ساكنة". وأضاف العباري أن الورش همّ مصلحة حيوية تستقبل يوميا ضحايا حوادث سير وحالات حرجة، مشيرا في الوقت نفسه إلى مراسلات سابقة في الموضوع إلى إدارة المركز الاستشفائي؛ غير أنها كانت تقابل بالتسويف والمماطلة، على حد قوله. وانكب الإطار الطبي المشار إليه على تزيين طلاء الجدران؛ وهي العملية التي انخرط فيها بشكل شخصي، بعد تأخر العمال الموكولة إليهم المهمة قبل أن يستأنفوا مهامهم من أجل أن يعيد إلى هذا الفضاء الحياة من جديد، ورغبة منه في جعل الفضاء الحيوي يستجيب للمعايير الجمالية بشكل يساعد على توفير في جو ملائم ومريح، خصوصا أن المصلحة الحالية لا تستجيب للمعايير العلمية الموصى بها عالميا حيث لا تعدو كونها مصلحة قديمة للترويض ترجع إلى أيام الاستعمار"، يورد العباري. "ضقت ذرعا بتماطل الإدارة واضطررت للتشمير على ذراعي، فبدأت الإصلاحات شيئا فشيئا.. غيّرنا جميع المصابيح التي كانت خارج الخدمة، وأعدنا صباغة كل فضاءات المصلحة.. وفي ظل تماطل وتغيب بعض العاملين اضطررت إلى القيام بأعمال الصباغة شخصيا خارج أوقات العمل، كي لا أعيق السير العادي للمصلحة وحتى ننهي الإصلاحات في أقرب وقت ممكن"، يقول سعيد. وتأتي هذه الخطوة، التي لقيت الكثير من التجاوب والاستحسان من لدن الطاقم الطبي والتمريضي لمشفى تطوان وزواره، بهدف تحسين ظروف استشفاء بالمصلحة التي تتوافد عليها الحالات من مدينة وزان والشاون والمضيق ومارتيل حتى من مدينة طنجة في بعض الأحيان. وأضاف الطبيب، وهو المواظب على تقديم دروس ومعلومات عبر قناته باليوتيوب: "الصراحة كانت مسألة جد صعبة؛ ولكن بدعم من فريقي التمريضي، وتضافر الجهود استطعنا أن نجتاز المرحلة بسلام، واستطعنا توفير مصلحة إنعاش في المستوى.. ولأول مرة، يرى مرضانا ضوء النهار؛ لأن النوافذ كانت غير قابلة للفتح... في انتظار مصلحة إنعاش تستجيب إلى المعايير العلمية والعالمية". "هدفنا من هذا كله توفير شروط أحسن للمرضى، مستحضرا في هذا السياق قضاء أطر المصلحة لساعات أكثر في المستشفى أكثر مما تقضيه بالمنازل"، يشدد طبيب التخدير والإنعاش بمشفى سانية الرمل بتطوان.