اهتمت الصحف العربية اليوم الجمعة بالاجتماع الطارئ لمجلس وزراء الخارجية العرب الذي انعقد أمس الخميس بالقاهرة حول الأوضاع المتدهورة في القدس، والنتائج التي أسفر عنها هذا الاجتماع،وتطورات الأزمة القائمة بين قطر وكل من السعودية والإمارات العربية والبحرين ومصر ،وتفاعلات حادث مقتل مواطنين أردنيين اثنين على يد حاس أمني في السفارة الإسرائيلية بعمان ، فضلا عن الوضع في اليمن والإرهاب في مصر . في مصر، أجمعت كافة الصحف على إبراز إعلان مجلس وزراء الخارجية العرب التضامن مع الفلسطينيين لمواجهة الانتهاكات الإسرائيلية، ودعوة تل أبيب للامتناع عن اتخاذ إجراءات غير قانونية تثير المشاعر الدينية وتزيد الاحتقان، والمطالبة بموقف عربي ودولي ضاغط من أجل لجم أسرائيل. ونشرت صحيفة ( الأهرام ) في هذا الصدد مقالا للأمير الحسن بن طلال أكد فيه أن مدينة القدس ومقدساتها "هي أكثر مدينة في عصرنا الحاضر تحظى بحماية وضمانات دولية تم اختراقها من خلال الاعتداءات المتكررة والإجراءات التعسفية لسلطات الاحتلال الإسرائيلي"، داعيا إلى "تبني استراتيجيات جديدة تجاه قضية القدس، وإيجاد آليات تنفيذية على الأرض تحافظ على الوضع الراهن وتحمي الفضاء الديني والمصل ين من أية انتهاكات واعتداءات". ومن جهتها، كتبت صحيفة ( المصري اليوم ) في تقرير بعنوان "إصابة عشرات الفلسطينيين فى مواجهات مع الاحتلال بالقدس"، إنه "لم تكد الاحتفالات تعم مدينة القدس، ابتهاجا بفتح أبواب مسجد الأقصى، (أول أمس)، عقب إجبار سلطات الاحتلال الإسرائيلى على إزالة كل الإجراءات الأمنية التى استحدثتها فى الحرم القدسى، حتى أصيب عشرات الفلسطينيين فى مواجهات بعد عصر أمس مع قوات الاحتلال". وأشارت إلى أن قوات الاحتلال حاصرت المصلين الذين دخلوا لأول مرة منذ أسبوعين إلى المسجد الأقصى ، وأطلقت قنابل الغاز والصوت على المرابطين، بعد أن قام ستة عناصر من القوات الخاصة الإسرائيلية بإنزال العلم الفلسطينى من أعلى المسجد الأقصى". وعلى صعيد آخر تناولت الصحف المصرية اجتماع اللجنة العليا المشتركة بين مصر والأردن في دورتها ال 27 في عمان أمس، مشيرة إلى أن أشغال اللجنة أسفرت عن توقيع سبع مذكرات تفاهم بين البلدين. وفي افتتاحية لها حول العلاقات الأردنية في ضوء اجتماع اللجنة العليا المشتركة ، كتبت صحيفة (الجمهورية ) أن اجتماعات اللجنة برئاسة رئيسي وزراء البلدين، تتعدد دوائر أهميتها الثنائية والعربية والاقليمية، "استنادا إلى جذور عميقة من التفاهم والتاريخ والعمل المشترك لصالح الشعبين المصري والأردني". وفي موضوع آخر، تناولت صحيفة (الأهرام) في افتتاحيتها إحباط الجيش المصري أمس الأول محاولة استهداف لإحدى وحدات المنطقة الشمالية العسكرية، من قبل شخص كان يرتدى حزاما ناسفا حول اقتحام الوحدة، وأكدت أن العملية تؤكد "حقيقتين أساسيتين: أولهما أن جيش مصر سوف يظل يتعقب فلول هؤلاء الإرهابيين حتى الوصول إلى استئصال شأفتهم وتطهير أرض مصر منهم نهائيا،وأنه لا تهاون أبدا فى هذا الشأن، والثانية أن المعركة مع الإرهاب ليست سهلة، فى ضوء تلقى هذه التنظيمات المرتزقة الدعم من قوى ودول إقليمية باتت الآن معروفة للجميع". وفي السعودية، توقفت صحيفة (اليوم) عند التطورات الأخيرة في المسجد الأقصى والقدس الشريف، مبرزة في هذا الإطار الجهود الدبلوماسية التي بذلتها المملكة ودول عربية أخرى لإنهاء الأزمة التي افتعلتها حكومة الاحتلال الإسرائيلي في المسجد الأقصى، ومنع إسرائيل من الاستمرار في عدوانها وفتح المسجد الأقصى في وجه المسلمين لأداء فرائضهم وصلواتهم في أولى القبلتين. وأبرزت الصحيفة "موقف المملكة الذي يؤكد على أهمية تحقيق السلام العادل والشامل للقضية الفلسطينية من خلال مبادرة السلام العربية ورؤية حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة لتسوية أزمة هي من أطول الأزمات في العصر الراهن، وهو تأكيد يسجل وحدة الموقف العربي والدولي تجاه القضية الفلسطينية". وفي موضوع آخر، شدد مقال في يومية (الجزيرة) على أن حزب الله اللبناني، يواجه مصيرا مجهولا بعد أن قررت الولاياتالمتحدة مواجهة أذرع إيران في المنطقة، مشيرا إلى أنه "باتت تطفو على السطح مؤشرات غاية في الوضوح تشير إلى أن الغرب، ممثلا في الولاياتالمتحدة، سيتتبع نشاطات هذا الحزب، ومحاصرته، وسيأتي الحصار المصرفي على رأس هذه الخطوات". وأكد كاتب المقال أن "الحصار المصرفي الذي من المتوقع أن يواجه اللبنانيين، سيغير قطعا من خريطة القوى على الساحة اللبنانية، وسيضع حزب الله حتما في مأزق لن يستطيع الخلاص منه إلا بتنازلات مؤلمة من الإيرانيين الذين يأتمر بأمرهم، والنتيجة إما البقاء كحزب سياسي سلمي مؤثر في السياسة الرسمية اللبناني، والتنازل عن قوته العسكرية، وعملياته الإرهابية، أو التصادم مع بقية الفرقاء اللبنانيين، الذين لن يقفوا مع الحزب في تحديه للضغوط الأمريكية". وفي الشأن اليمني، كتبت صحيفة (الوطن الآن) أنه "بعد أربعة أشهر من مطالبة التحالف العربي بإشراف أممي على ميناء الحديدة الذي يقع تحت سيطرة جماعة الحوثي المتمردة وحليفها المخلوع علي صالح، واستخدامه في تهريب الأسلحة وتحصيل الإيرادات ونهب المساعدات الأممية، تقدم مجلس نواب الانقلاب بصنعاء بمقترح يتضمن تسليم كافة الموانئ والمنافذ اليمنية لإشراف أممي وتوريد جميع مداخيلها للبنك المركزي اليمني في عدن في مقابل استمرار الشرعية في صرف مرتبات الموظفين في عموم محافظات الجمهورية". وأضافت الصحيفة أنه في الوقت الذي "قوبل فيه المقترح بترحيب واسع من عناصر حزب المؤتمر الشعبي العام، واجه أعضاء المجلس تهم العمالة والتخوين من قبل جماعة الحوثي معتبرة موافقة الحزب خروجا على التحالف القائم بينها وبين الحزب"، مبرزة في هذا السياق الأهمية الاستراتيجية لميناء الحديدة بالنسبة للمتمردين لاسيما في "تهريب الأسلحة والخبراء العسكريين، ونهب المساعدات والإغاثات الدولية، وتغذية المناطق القريبة باحتياجاتها". وفي قطر، توقفت صحيفة (الوطن)، في افتتاحيتها، عند حدث تدشين حقل الشاهين البحري (على بعد 180 كلم شمال الدوحة)، وتصدير أولى شحناته من النفط الخام، الأربعاء الماضي، مبرزة أن "إنتاج الحقل (300 ألف برميل يوميا) يعادل ثلث إنتاج قطر من النفط الخام". ولفتت الصحيفة الانتباه الى أن الإنتاجية القصوى للحقل، ينتظر تحقيقها بعد حفر مائة بئر خلال الخمس سنوات المقبلة، وفقا لما نصت عليه الشراكة بين قطر للبترول وشركة (توتال ) الفرنسية، موضحة أن حقل الشاهين "يضم حوالي 33 منصة بحرية وما يقارب 300 بئر"، وهو "أضخم الحقول النفطية البحرية في العالم، وأكثرها تعقيدا". وتحت عنوان "المطلوب الرد على المقترحات الأمريكية"، سجلت صحيفة (الراية)، في افتتاحيتها، أن زيارة وزير الخارجية القطريلواشنطن ونيويورك ومباحثاته مع مسؤولين أمريكيين ودوليين "هدف ها دعم الجهود ونقل موقف قطر منها"، خاصة في ظل دعوة واشنطن أطراف الأزمة الخليجية الى طاولة الحوار، مضيفة أن قطر "الحريصة على حل الأزمة عبر الحوار الصريح وغير المشروط (..) وافقت على الجهود الأمريكية التي ق صد منها وضع خريطة طريق للوصول إلى الحوار عبر الوساطة الكويتية، باعتبار أن هذه الجهود داعمة لهذه الوساطة المدعومة دوليا". وخلصت الصحيفة الى أنه في سياق هذه الجهود فإن الدول الأخرى الأطراف في الأزمة الخليجية "باتت مطالبة بالرد على المقترحات الأمريكية حتى يجري الانتقال إلى مناقشة موضوع الحوار لحل الأزمة". ومن جهتها، تطرقت صحيفة (الشرق)، في افتتاحية تحت عنوان "قطر داعم تاريخي للأقصى"، لمواقف قطر من قضية الأقصى والقدس، ووصفتها ب"الواضحة" و"القوية" و"الراسخة" و"التاريخية" في "تأييد الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني"، مضيفة أن الدوحة من "أهم وأكبر الداعمين للقضية الفلسطينية، وهو الدعم الذي ظل يشكل أحد الثوابت الرئيسية في سياسة قطر الخارجية". وبالأردن، واصلت الصحف التعليق على حادث اغتيال حارس أمني في السفارة الإسرائيلية بعمان اثنين من الأردنيين، حيث كتبت صحيفة (الرأي) أن الملك عبد الله الثاني الذي ترأس أمس اجتماع مجلس السياسات الوطني طالب في رسالة شديدة اللهجة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمحاكمة القاتل، "موبخا استعراضه السياسي المرفوض"، في إشارة إلى استقبال نتنياهو للحارس الأمني استقبال الأبطال لدى عودته إلى إسرائيل. وأشارت الصحيفة إلى دعوة العاهل الأردني نتنياهو إلى الالتزام بمسؤولياته واتخاذ الإجراءات القانونية التي تضمن محاكمة القاتل وتحقيق العدالة "بدلا من التعامل مع هذه الجريمة بأسلوب الاستعراض السياسي بغية تحقيق مكاسب سياسية شخصية"، معتبرا أن "مثل هذا التصرف المرفوض والمستفز على كل الأصعدة يفجر غضب الأردنيين جميعا ويؤدي لزعزعة الأمن ويغذي التطرف في المنطقة". وفي السياق ذاته، نقلت صحيفة (الدستور) عن مصادر رسمية تأكيدها أن الأردن "لن يسمح لطاقم السفارة الإسرائيلية والسفيرة بالعودة إلى مقر السفارة في عمان قبل الحصول على ضمانات مطلقة وكاملة بتقديم قاتل الأردنيين للمحاكمة"، مشيرة إلى أنه من الضرورة بمكان أن تتعاون إسرائيل في هذا المجال دون شروط مسبقة وأن يتم "تقديم قاتل الأردنيين البريئين بدم بارد إلى المحاكمة حتى ينال ما يستحقه من قبل القضاء". وقالت الصحيفة، استنادا إلى المصادر ذاتها، إن خيار منع عودة السفيرة الإسرائيلية إلى عمان في حال عدم تقديم القاتل الإسرائيلي للمحاكمة أمر وارد وإن هذا التوجه أحد الخيارات التي ينظر بها الأردن إذا لم تقم السلطات الإسرائيلية بالتزاماتها القانونية، مشددة على أهمية أن تلتزم إسرائيل بالمسار القانوني "في هذه القضية الجرمية التي توجب التقيد بالمعاهدات الدولية التي استندت فيها إسرائيل لمطالبتها بالسماح لضابط الأمن القاتل بالمغادرة". أما صحيفة (الغد)، فأشارت إلى أن المرجعيات الدينية والوطنية الفلسطينية في القدسالمحتلة، قررت عودة الصلاة داخل المسجد الأقصى المبارك، للمرة الأولى منذ أسبوعين، عقب رضوخ الاحتلال الإسرائيلي وقيامه بإزالة البوابات الإلكترونية والجسور الحديدية وكاميرات المراقبة، وذلك أمام الصمود الفلسطيني والدعم العربي الإسلامي. وأشارت في هذا الصدد إلى أن أجواء رحبة من فرح الإنتصار عمت أحياء مدينة القدسالمحتلة، وسط هتافات الفلسطينيين "بالتكبير والتهليل" لنصرة الأقصى والدفاع عنه ضد الإجراءات الإسرائيلية العدوانية بحقه، مبرزة أن "الصمود التاريخي للمقدسيين ووحدتهم أرغم سلطات الاحتلال على التراجع عن قراراته الأخيرة بحق الأقصى"، مطالبة "المواطنين بمواصلة الضغط على الاحتلال لوقف انتهاكاته".