شرطة الاحتلال الإسرائيلي توصي بهدم جسر باب المغاربة التاريخي بالقدس في شتنبر القادم فيما تتواصل التحركات الفلسطينية باتجاه التوجه للأمم المتحدة في شتنبر القادم لمطالبتها بالاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود الأراضي المحتلة عام 1967، أوصت شرطة الاحتلال بهدم جسر باب المغاربة التاريخي في القدس في ذلك الشهر لتجنب ردة الفعل الفلسطينية والعربية الغاضبة بسبب الانشغال في حينه بمطالبة الأممالمتحدة بالاعتراف بالدولة الفلسطينية. وأكدت مصادر إسرائيلية أول أمس الأربعاء بأن الشرطة الإسرائيلية في منطقة القدس أوصت بهدم جسر باب المغاربة المؤدي إلى الحرم القدسي وبناء جسر جديد مكانه في شهر شتنبر المقبل عندما تكون أنظار العالم العربي متركزة نحو الأممالمتحدة التي سيجري فيها التصويت على الاعتراف بالدولة الفلسطينية. وقالت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية الثلاثاء إن الهدف من وراء توصية الشرطة هو «تقليل الالتفات للموضوع في العالم العربي الذي سيكون منشغلا في ذلك الوقت بالمبادرة الفلسطينية في الأممالمتحدة». وأشارت المصادر الإسرائيلية بأن سلطات الاحتلال متخوفة من اندلاع مواجهات مع الفلسطينيين على خلفية هدم جسر باب المغاربة التاريخي. هذا ونددت منظمة اليونسكو خلال اجتماع مجلسها في باريس الذي دعت إليه الأردن الاثنين بالمخطط الإسرائيلي لهدم جسر باب المغاربة وبناء جسر جديد مكانه. وذكرت مصادر إسرائيلية أن هناك أزمة دبلوماسية بين تل أبيب وعمان على خلفية قرار إسرائيل هدم جسر عند باب المغاربة في القدسالشرقية، مشيرة إلى أن الأزمة تفاقمت بشكل كبير في الآونة الأخيرة، بخاصة في أعقاب شكوى قدمها الأردن وثلاثة دول عربية أخرى إلى اليونسكو. وكانت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية ذكرت إن أزمة دبلوماسية عميقة تسود العلاقات الإسرائيلية - الأردنية على خلفية النية بهدم جسر باب المغاربة. وتريد إسرائيل هدم الجسر بادعاء أنه قديم وآيل للسقوط وبناء آخر جديد لتتمكن قوات الشرطة والأمن الإسرائيلية من الدخول إلى ساحات الحرم القدسي في حال اندلاع مواجهات في المكان. وأضافت الصحيفة أنه وفقا للادعاءات الإسرائيلية فإنه جرت اتصالات سرية بين الدولتين حول هدم الجسر المؤقت القديم وبناء آخر جديد ودائم وتوصلتا إلى تفاهمات تقضي ببدء أعمال بناء الجسر الجديد في الأسبوع المقبل وأنه في إطار التفاهمات تعهد الأردن بعدم تقديم شكوى ضد إسرائيل إلى اليونسكو. وتابعت الصحيفة أنه في اليوم الذي توصلت فيه إسرائيل على تفاهمات مع الأردن اكتشف الإسرائيليون أن الأردن ومصر والعراق والبحرين قدمت مشروع قرار للتنديد بإسرائيل إلى لجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو ويدعو إسرائيل إلى إلغاء مخطط بناء الجسر. وأضافت الصحيفة أن الأردن يطالب بالتنديد بإسرائيل بشدة على خلفية الحفريات الأثرية التي تجريها في البلدة القديمة في القدس وأن يوفد اليونسكو وفدا للتأكد من وقف الحفريات. ونقلت الصحيفة الإسرائيلية عن اقتراح التنديد أن الأردن «يعبر عن قلقه فيما يتعلق بقرار لجنة التخطيط والبناء لمنطقة القدس بشأن الخطة البلدية المتعلقة بباب المغاربة» وأن الخطوة الأردنية أثارت غضب إسرائيل التي بدأت بحملة دبلوماسية في محاولة لكبح. ووفقا ل»يديعوت أحرونوت»، فإن الأردن نفى في البداية أنه وقع على اتفاق مع إسرائيل بشأن بناء جسر جديد عند باب المغاربة وأنه في أعقاب ضغط أميركي اعترفوا بالتوصل إلى اتفاق كهذا. ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمني إسرائيلي رفيع المستوى قوله إن «الأردنيين تورطوا بالكذب أمام الأميركيين ودول أخرى وهذه ليست أزمة ثقة فقط وإنما هم يطلقون النار على أرجلهم». وأشارت الصحيفة إلى أن الشرطة الإسرائيلية تعارض تنفيذ المخطط تحسبا من أن يؤدي ذلك إلى مواجهات مع الفلسطينيين في القدس كما أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يخشى من بدء الأعمال لكن بلدية القدس تمارس ضغوطا من أجل تنفيذ المشروع. ويشار إلى أن جسر باب المغاربة يوصل بين ساحة حائط البراق والحرم القدسي ويعتبر المدخل الوحيد لليهود إلى الحرم ويتواجد فيه قوات للشرطة الإسرائيلية بشكل دائم بادعاء التحسب من إلقاء فلسطينيين حجارة على ساحة حائط البراق التي يصلي فيها اليهود. وأفادت «هآرتس» بأن تقديرات الشرطة هي أن الفلسطينيين في القدس يريدون العيش بهدوء لكن الأمر الوحيد الذي من شأنه أن يؤدي إلى حدوث مظاهرات ومواجهات هو أي محاولة لتغيير الوضع القائم في الحرم القدسي أو قيام متطرفين يهود بالمس بمسجدي الأقصى وقبة الصخرة في الحرم القدسي. وقالت الصحيفة إن قيادة الشرطة في منطقة القدس وافقت في نهاية مداولات أجرتها في الأيام الأخيرة على هذه التقديرات وقررت في هذه الأثناء عدم البدء في تنفيذ أعمال جسر باب المغاربة وتأجيله إلى شتنبر القادم وتم إبلاغ بلدية القدس بذلك الأمر الذي أثار غضب مسؤولين في البلدية وخصوصا ممثلي الأحزاب اليمينية والدينية اليهودية.