لا يزال أرز الأطلس يواجه خطر الاندثار؛ فحوالي 134 ألف هكتار مهددة جراء تغير المناخ والقطع غير القانوني والرعي الجائر، فيما تحاول السلطات حماية هذا التراث الثمين الذي يشكل نصف التنوع البيولوجي المغربي. في مقال نشره موقع "فرانس تيفي أنفو"، أشار خبراء إلى أن أرز الأطلس يواجه خطر الزوال مستقبلاً، ودقوا ناقوس الخطر لحماية هذه الشجرة المعروفة بمقاومتها وطول عمرها الذي يصل حوالي 1500 سنة في المتوسط. ودخلت بذلك سنة 2013، لأول مرة، القائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض للاتحاد الدولي لحماية البيئة. زين العابدين عبد النبي، أستاذ باحث بالمدرسة الوطنية الغابوية للمهندسين بسلا، قال في تصريحات لذات المنبر، إن "غابات الأرز بالأطلس المتوسط الشرقي والأطلس الكبير الشرقي التي تعرضت لظروف جفاف شديدة ماتت منذ فترة طويلة"، ما يعني أن التغير المناخي هو السبب الرئيسي لزوال هذه الشجرة. وأضاف: "نقص المياه وارتفاع درجة الحرارة ينتج عنه انتشار الحشرات الضارة، مثل يرقة الصنوبر التي تساهم في عملية تدهور أشجار الأزر". ولاحظ الباحث في علم البيئة بالمعهد العلمي بالرباط، ميشيل تارييه، أن "موت شجرة أرز خسارة لا يمكن تعويضها، خصوصاً مع غياب أي سياسة لإعادة إحياء وإنعاش الغابة عبر تجديد الحياة النباتية، وبالتالي إنعاش الحياة البرية". وتشكل شجرة الأرز لوحدها، بحسب الباحث، نصف التنوع البيولوجي بالمغرب، فهي "مسكن العديد من الطيور والحشرات المهمة والضرورية لتوازن النظام البيئي". وتعتبر شجرة الأزر في المغرب "كنزاً وطنياً"؛ فهي نقطة جذب سياحي، ومصدر رزق للرعاة، كما يستعمل خشبها في صنع الأثاث الراقي. وبحسب ما نشره الموقع الفرنسي، فإن مترا مكعبا واحدا من الأرز يمكن أن يباع ب1300 يورو، وهذا الثمن المرتفع يدفع عدداً من الأشخاص إلى قطع الأشجار بشجع وبشكل غير قانوني وبيعه سراً. وقال الباحث زين الدين عبد النبي إن "المجرمين كثر، على الرغم من الجهود المبذولة من طرف المندوبية السامية للمياه والغابات التي تحاول تنظيم عملية قطع الأشجار عبر إنشاء تعاونيات للحطابين". ويتم قطع الآلاف من الأشجار سنوياً بشكل غير قانوني، بعضها يعود إلى عدة قرون؛ وذلك بتواطؤ مع حراس الغابات، وفق المصدر ذاته دائما. ومقابل هذا، يدق الباحثون ناقوس الخطر من تبعات إخلال ذلك بالتوازن البيئي لمنطقة الأطلس التي تتوفر على الاحتياطي الرئيسي للماء في المغرب. ويحذر الباحثون في علوم البيئة من خطر "الرعي الجائر في الغابات، خصوصاً تلك التي توجد فيها شجرة الأزر"، ويقدر عدد الماشية التي ترعى في الغابات بحوالي 10 ملايين رأس، أي ما يمثل 40 في المائة من القطيع الوطني. ويقترح الباحث زين العابدين عبد النبي تخفيف ضغط الرعي الجائر في الغابات بالتنمية الاقتصادية في المناطق القروية التي تعاني من البطالة وسط شبابها، واختبار زرع النباتات والأشجار التي تتكيف أكثر مع الجفاف. وتوجد في غابات الأطلس بالمغرب شجرة ظلت لثمانية قرون واقفة تحمل اسم مكتشفها في القرن الماضي، هو الجنرال الفرنسي "غورو"، لكنها صارت يابسة منذ سنوات، وهو الأمر الذي دفع الحكومة إلى وضع خطط لمكافحة مخاطر تغير المناخ وحماية الأشجار المهددة.