على الرغم من الوعود التي قدمها رئيس الحكومة السابق، عبد الإله بنكيران، لحل ملفهم الذي عمر طويلاً، إلا أن الأساتذة "ضحايا النظامين الأساسين 1985-2003"، عادوا إلى الاحتجاج اليوم الإثنين أمام مقر وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والبحث العلمي والتعليم العالي؛ وذلك بعد تملص حكومة العثماني من الاستجابة لمطلبهم الأساسي المتمثل في الترقية إلى السلم 11 مع جبر الضرر المادي والإداري بداية من 2016. ومنذ الصباح الباكر توافد أمام مقر "وزارة حصاد" نساء ورجال التعليم القابعون في السلم العاشر، لخوض اعتصام إنذاري، متهمين وزارة المالية بعدم تنفيذها للاتفاق السابق الذي جمعها بوزارتي الوظيفة العمومية والتربية الوطنية، والذي يقضي بحصر الأقدمية في ست سنوات. واعتبر "ضحايا النظامين الأساسين 1985-2003" الذين قضوا أزيد من 40 سنة في التدريس، منهم من لا يفصله عن التقاعد سوى أشهر معدودات، أن "الدولة تمارس عليهم أبشع أنواع التعسف، رغم أنهم يتوفرون على أقدمية تصل إلى أزيد من 30 سنة". لحسن بوعرفة، رئيس "الجمعية المغربية لضحايا النظامين الأساسيين"، قال في تصريح لهسبريس: "مطلبنا الأساسي والوحيد هو ترقيتنا إلى السلم 11"، لافتا إلى أن "ضحايا النظامين هم من تم توظيفهم بالسلم السابع بداية السبعينات، وفي السلم الثامن بداية الثمانينات، وبعدها بدأت الوزارة في توظيف الأساتذة الجدد بالسلم العاشر"، ليجد هؤلاء أنفسهم يقبعون في الزنزانة 10"، خصوصا بعد صدور النظام الأساسي لسنة 1985، الذي منعهم من الدراسة وأجهز على المكتسبات التي كانوا يتمتعون بها، وجاء بعد ذلك النظام الأساسي لسنة 2003، الذي وضع كشرط أساسي للترقية أن يتوفر الأستاذ على 10 سنوات من الأقدمية، بعد أن كانت ب 6 سنوات. وقال لحسن بوعرفة: "لا يوجد أدنى إنصاف للضحايا بعد مسار مهني يصل إلى 39 سنة"، مشيرا إلى لقاء جمعهم برئيس الحكومة السابق، أعطى خلاله أوامره لحل ملفهم، إلا أن وزارة المالية اعترضت على ذلك بداعي التكلفة المالية الباهظة، رغم أن عددهم تقلص بسبب الترقيات والوفيات وحالات التقاعد، ليصل إلى حوالي 5 آلاف. من جانبها، استكرت لطيفة أوشعار، أستاذة التعليم الابتدائي بمدينة تيفلت، في تصريح لهسبريس، عدم تجاوب الوزارة مع مطالبهم العادلة والمشروعة، قائلة: "أعمل بالقسم منذ سنة 1980، تخرجت بالسلم السابع ولا زلت أقبع بالسلم العاشر بعد 37 سنة من العمل". وزادت بنبرة غاضبة: "سأتقاعد سنة 2024 وأنا في الوضعية الإدارية نفسها في حالة عدم تسوية ملفنا". وقالت الأستاذة لطيفة إنها تشعر بخجل شديد داخل المدرسة بسبب التحاق أستاذة للتو ممن تم توظيفهم عن طريق التعاقد بالسلم العاشر، مضيفة: "لم تنفعني أقدمية 37 سنة"، لتتساءل بنبرة حزينة: "كيف سأواصل العمل وأنا في هذه الوضعية، بل يطالبوننا بالمردودية والإنتاج". وأوضحت المدرسة ذاتها أنه يوجد ضمن "ضحايا النظامين"، أو ما بات يصطلح عليهم ب"جيل بوكماخ" و"شيوخ التعليم"، من يقوم بتأطير الأساتذة الجُدد وهو في وضعيتهم الإدارية والمالية نفسها، مستغربة استمرار الوزارة في "هذا الحيف والتماطل". وطالبت أستاذة التعليم الابتدائي الجهات الوصية على القطاع بإنصافهم؛ "لأنه لا يعقل في بلد الديمقراطية ودستور المغرب الجديد أن نتساوى مع الخريجين الجدد بعد كل هذه التضحيات". ورفع المعتصمون شعارات من قبيل "بنكيران جا أو مشا والضحايا بقات فيهم كُمشا"، "فين الحق فين القانون شيخ التربية ديما مطحون"، "34 أقدمية وكأنني في البداية"، مؤكدين أن ملفهم دخل موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية بعدما عمّر لأزيد من 30 سنة.