انتقادات واسعة طالت الحكم الذي نطقت به محكمة الجنايات بسلا، ليلة أمس الخميس، في حق من باتوا يعرفون ب"شباب الفيسبوك"، إذ قضت في حق كل منهم بسنة حبسا نافذا، إضافة إلى غرامة مالية تصل إلى عشرة آلاف درهم، على خلفية نشر الشباب السبعة لتدوينات اعتبرت إشادة بمقتل السفير الروسي بتركيا. الأحكام التي طالت الشباب السبعة، وجلهم أعضاء في شبيبة العدالة والتنمية أو متعاطفون مع الحزب، اعتبرها كثيرون بمثابة "ظلم" لهم وأنها "في غير محلها"، فيما أشار آخرون إلى أن الأمر يدخل في إطار "استغلال قانون محاربة الإرهاب للحد من حرية التعبير والتضييق على النشطاء"، وفق تعابيرهم. عبد الصمد الإدريسي، محامي المدانين قضائيا، أبرز أن الأمل المتبقي اليوم هو في الاستئناف الذي سيتم اللجوء إليه قريبا، وقال في تصريح لهسبريس: "قلنا في البداية إن هؤلاء الشباب أبرياء، وإن لم تقتنع المحكمة ببراءتهم فالقانون الواجب تطبيقه هو قانون الصحافة والنشر، وليس قانون محاربة الإرهاب". ووصف الإدريسي الحكم الصادر في حق الشباب ب"المبالغ فيه" و"المؤسف"، قائلا إنه "من أجل تدوينة كتبها شباب في مقتبل العمر يتم الحكم عليهم بسنة نافذة، في وقت نعلم أن هناك أناسا متورطين في اختلاسات وجرائم فساد لا يحكم عليهم بهذه الأحكام". من جانبها وصفت خديجة الرياضي، الناشطة الحقوقية، الحكم ب"الجائر" و"غير المنطقي نهائيا"، قائلة إن الأمر يدخل في إطار "سياسة توظيف ما يسمى محاربة الإرهاب في التضييق على نشطاء فيسبوك وحرية التعبير في المواقع الإلكترونية"، وزادت معلقة: "هذا حكم غير مقبول نهائيا". وواصلت الرياضي في تصريح لهسبريس: "كنا قد طلبنا إطلاق سراح هؤلاء الشباب لأن ما قاموا به لا يدخل أبدا في إطار ما يسمى الإشادة بالإرهاب أو التحريض عليه"، منتقدة ما أسمته "توظيف القضاء في حصار الناس الذين يمارسون حقهم في التعبير والتحليل السياسي في فضاءات الإنترنيت"، على حد قولها. وسبق أن أكد "شباب الفايسبوك" براءتهم من كل ما نسب إليهم، إذ قال يوسف الرطمي، عضو شبيبة العدالة والتنمية وأحد المتهمين، في كلمته خلال إحدى جلسات المحاكمة: "أنا لست إرهابيا والإرهاب يجرمه ديننا"، مضيفا: "حينما شاركت الصورة لم يكن في ذهني أبدا فعل الإشادة بالإرهاب الذي لا أعرف ما يعنيه، بل كل ما أردته هو نشر خبر مقتل السفير". الرطمي الذي يشرف على صفحة "فرسان العدالة والتنمية" على "الفضاء الأزرق" قال إن "من ينتمون إلى الشبيبات الحزبية والأحزاب السياسية لا يمكن أن يكونوا إرهابيين"، معتبرا أن ما قام به من قتل السفير الروسي إرهاب، مضيفا: "أنا لا أشيد به على الإطلاق".