أظهرت دراسة أمريكية حديثة أن مرض السكري من النوع الثاني يمكن أن يؤدي إلي زيادة فرص إصابة الأشخاص بالتهاب اللثة وفقدان الأسنان. الدراسة أجراها باحثون بجامعة بنسلفانيا الأمريكية، ونشروا نتائجها في دورية "Cell Host & Microbe" العلمية. ولرصد تأثير مرض السكرى على صحة الأسنان، راقب الباحثون مجموعة من الفئران المصابة بمرض السكري من النوع الثاني. ووجد الباحثون أن مرض السكري كان مرتبطًا مع زيادة فرص الإصابة بالالتهابات فى منطقة اللثة، بالإضافة بفقدان الأسنان بنسبة 42% مقارنة مع الفئران غير المصابة بالسكري. وعن السبب في ذلك قال الباحثون إن السكري مرتبط بتغييرات في ما يسمى بخلايا "الميكروبيوم" في الفم، التي تؤدي إلي اتفاع خطر أمراض الفم والأسنان. و"الميكروبيوم" أو "مجهريات البقعة المعوية"، وهو مصطلح يعبر عن جميع الميكروبات متعددة التراكيب الجينية داخل الجسم، حيث يستوطن الجسم البشرى الواحد نحو 100 تريليون خلية من البكتيريا وغيرها من الميكروبات. وتبلغ أعداد خلايا "الميكروبيوم" عشرة أضعاف عدد الخلايا البشرية بمعنى أن كل مليار من الخلايا البشرية الموجودة في الجسم، يقابلها عشرة مليارات من الميكروبات. وينظر البعض للميكروبيوم، الذي يصل وزنه في بعض التقديرات إلى 1400 غرام، على أنه عضو بشرى جديد، ويؤثر في العمليات الحيوية والفسيولوجية داخل الجسم البشرى، ويلعب أيضاً دوراً مهماً في الصحة والمرض. ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية فإن حوالي 90% من الحالات المسجّلة في شتى أرجاء العالم لمرض السكري هي حالات من النوع الثاني، الذي يظهر أساساً جرّاء فرط الوزن وقلّة النشاط البدني، ومع مرور الوقت، يمكن للمستويات المرتفعة من السكر في الدم، أن تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، والعمى، والأعصاب والفشل الكلوي. في المقابل، تحدث الإصابة بالنوع الأول من السكري عند قيام النظام المناعي في الجسم بتدمير الخلايا التي تتحكم في مستويات السكر في الدم، وتكون معظمها بين الأطفال.