في أحدث تقرير عالمي يهتم بترتيب القوة العسكرية للدول، تمكن الجيش المغربي من التقدم بثلاثة مراكز، إذ احتل في تقرير سنة 2017 المرتبة 54 من أصل 133 دولة، بعدما احتل سابقاً المركز 57، وهو ما يعني أن المملكة باتت تعزز ترسانتها العسكرية في ظل سياق إقليمي ودولي مضطرب. وحسب الترتيب الذي أعده الموقع العالمي المتخصص في الشؤون العسكرية "كلوبال فاير باور" (Global Fire Power)، فإن المغرب يتوفر على 17 مليون شخص مستعدين للخدمة العسكرية، منهم 14 مليونا و406 آلاف شخص يصلحون للخدمة العسكرية. بينما يبلغ عدد الجنود المغاربة 373 ألف جندي، ضمنهم 175 ألفا كقوة احتياطية. قوة الجيش المغربي أما في ما يخص العتاد العسكري، فكشفت بيانات وأرقام "كلوبال فاير باور" أن مجموع الطائرات بلغ 278 طائرة، ضمنها 78 طائرة مقاتلة و50 طائرة هجومية و158 طائرة للنقل العسكري، منها 80 مخصصة للتدريب، و128 طائرة هيلوكبتر حربية. ويتوفر المغرب أيضا، والذي تبلغ ميزانية دفاعه 3.4 مليارات دولار، على 1276 دبابة قتالية، و2343 مدرعة حربية، و448 مدفعية ذاتية الدفع، و192 مدفعية، و72 صاروخ عرض. أما في ما يخص مجموع الأسطول البحري، فتملك المؤسسة العسكرية 121 قطعة بحرية، ضمنها 3 فرقاطات و4 طاردات، و18 قطعة حربية مخصصة للحراسة الحربية. وعلى المستوى العربي، حل الجيش المصري كما العادة في المركز الأول و10 عالمياً، والسعودية في المركز الثاني عربياً و22 عالمياً؛ أما الجزائر، التي تتنافس مع المغرب عسكريا، فحلت في المرتبة الثالثة عربيا و23 عالميا، تليها سوريا، ثم المغرب في المرتبة الخامسة عربياً و54 عالمياً. وحافظت الولاياتالمتحدةالأمريكية على صدارة أقوى الجيوش العالمية، متبوعة بالجيش الروسي، ثم الصيني والهندي والفرنسي والبريطاني. أما الجيش التركي فحل في المرتبة الثامنة عالمياً، يليه الجيش الألماني. لوبيات تتحكم في تصنيف الجيوش وتعليقاً على هذا التصنيف، يرى عبد الرحمن المكاوي، الخبير العسكري، أن بعض التصنيفات الدولية الصادرة عن المعاهد أو المواقع المتخصصة في الشؤون العسكرية "لا تكون دائماً ذات مصداقية، بالنظر إلى تحكم بعض مراكز السلاح ولوبيات الصناعات الحربية فيها". وأوضح الخبير العسكري، في حديث مع هسبريس، أن الجيوش تقيم بناء على ثلاثة معايير أساسية: وهي درجة القيادة والسيطرة، والجندي، ثم السلاح، إلا أن بعض المراكز "لا تُعطي تقييما دقيقا لقوة جيش ما وفقا للمعايير التي يتفق عليها جميع المتخصصين العسكريين". وقال المكاوي إن تصنيف المغرب الجديد "جيد بالمقارنة بالجيوش العربية والإفريقية وحتى بعض الجيوش الأوروبية، كالجيش الإسباني والبرتغالي واليوناني"؛ وهو ما يعكس حسبه "اهتمام الملك محمد السادس منذ اعتلائه عرش المملكة بالمؤسسة العسكرية، والذي تجسد في الاعتناء بوضعية الجندي وضابط الصف من زوايا متعددة، سواء الاجتماعية أو الثقافية أو التكوين العسكري". وعن قوة الجيش المغربي، يُؤكد الخبير في الدراسات العسكرية والإستراتيجية، والذي يعد حاليا في فرنسا دراسة حول "دور المجتمعات في إسناد الجيوش المتطورة"، أن الجندي المغربي تاريخياً مشهود له بالشجاعة والخبرة، وذلك بشهادة قادة الجيش البريطاني والمارينز الأمريكي في عدة مناسبات خلال إجراء مناورات عسكرية مشتركة. وأورد المكاوي أن المغرب في السنوات الأخيرة اقتنى العديد من الأسلحة المتطورة، سواء البحرية أو الجوية أو البرية، والتي تضاهي ما تمتلكه كبريات الجيوش الأوروبية، مشيرا في السياق ذاته إلى أن الجيش المغربي يستثمر في السلاح النوعي الذي يتوفر على قدرات حربية هائلة. "بالإضافة إلى ذلك فإن الجيش المغربي يمتلك قوة دفاعية تستجيب لطبيعة المخاطر التي تهدده بالمنطقة"، يضيف الخبير في الشؤون العسكرية، الذي خلص إلى أن "المجتمع يعتبر حاضنة للجيش المغربي"، وزاد: "بدون مجتمع حاضن لا يمكن لأي جيش أن ينتصر ويتقوى".