سهام كرواض خطاطة مغربية شابة، خريجة أكاديمية الفنون التقليدية بالدار البيضاء شعبة فن الخط العربي والزخرفة، وحاصلة على شهادة الإجازة في القانون، مولعة بالكلمة الراقية والفن الأصيل بمقدار حبها للحياة.. استطاعت هذه الفنانة الشابة أن تجمع بين ذلك كله ضمن لوحات فنية تحتفي بخطوط مغربية وعربية، باختلاف رموزها وتلاوينها. من القانون إلى الفنون خلف كل لوحة حكاية ووراء كل حكاية قصة عشق، لم يدر بخلد سهام أن عملها بالمكتبة الوسائطية التابعة لمسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء سيقلب حياتها رأسا على عقب، وسيشكل فرصة لاكتشاف فن أصيل والغوص في علومه وتفاصيله، مستفيدة من لقاء جمعها بالخطاطة ابتسام الحيمر على هامش معرض "أقلام"، قبل أن تجمعهما المحبرة والقلم؛ فقد نهلت من علوم الأدب والفن كفراشة تحوم فوق حقول الورد. وترى سهام كرواض أن الخط العربي يعدّ أحد أهم مكونات الفن الإسلامي وأرقى الفنون، وليس مجرد فن عابر أو تقليدي يمكن التعامل معه بشكل روتيني؛ بل هو أحد علامات الهوية العربية الأصيلة المتغلغلة في تفاصيل وثنايا الحياة اليومية القديمة، وأحد أكثر الفنون العالمية تنوعا وثراءً، وفق تعبيرها. وتعمل هذه الخطاطة على نقل انفعال محسوس في علاقة الخط بكل من الهوية والذاكرة وسط أعمال توثق للموروث الثقافي المغربي الإسلامي الأصيل، ضمن لوحاتها المستلهمة من آيات قرآنية مزجت فيها بين رونق الخط العربي وبين جمالية الصور الربانية. وشددت سهام، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، على أن الخط العربي يكتب بأشكال وأحجام مختلفة؛ فنجد المبسوط المغربي والثلث المغربي والمجوهر، بالإضافة إلى الكوفي بأنواعه الفاطمي والمريني والموحدي. أما بخصوص الخطوط المشرقية، تضيف سهام، فأنواعه عديدة ذكرت منها الثلث المشرقي والنسخ والرقعة، والديواني والإجازة والكوفي المشرقي وغيرها من الأنواع والأشكال. وتبدع سهام في الخطوط المغربية، المبسوط والمجوهر والثلث المغربي، وتعمل جاهدة على نقل أصول وعلوم هذا الفن الشريف إلى الأجيال المقبلة، من خلال تأطير ورشات خطية بالمكتبة الوسائطية سالفة الذكر والمدرسة القرآنية لمؤسسة مسجد الحسن الثاني، إيمانا منها بضرورة الحفاظ على دوره الثقافي وحضوره الفني وقيمه الجمالية بالمملكة المغربية. أما بالنسبة إلى الخطوط المشرقية، فتميل الفنانة الشابة إلى الخطين الديواني والنستعليق، بحيث تكمن جماليات هذين النوعين من الخطوط في انسيابية الحروف ومرونتها التي يطبعها سحر خاص وجمال منفرد. كما تعشق هذه الخطاطة المغربية العمل مع الأطفال، محاولة جاهدة تمكين شريحة كبيرة من الشباب والأطفال من تعلم قواعد الخط العربي والخط المغربي على وجه الخصوص، مبدية حلمها ورغبتها في خط الانكباب على كتابة نسخة من المصحف الشريف. لقاء الملك "كان شرفا عظيما وتشجيعا كبيرا بالنسبة إلي، أن يشرف الملك على تسليم شواهد التخرج وزيارة معرض "إشراقات الحرف"، تقول سهام، التي اعتبرت الزيارة الملكية تشريفا للخطاطين المتخرجين من أكاديمية الفنون التقليدية بالدار البيضاء وحرصا على النهوض بالتكوين في فن الخط باعتباره فنا متجذرا في التاريخ الغني بالمغرب. وأكدت سهام، في تصريح لهسبريس، أن الزيارة تعد تجسيدا للعناية الملكية بنساء ورجال الفن ولمحة شاملة ودقيقة ومتقنة حول وضعية فن الخط العربي بالمغرب باعتباره تعبيرا فنيا، مستحضرة في هذا الباب الاهتمام الكبير والعناية الراسخة للملك محمد السادس بهذا الفن؛ وذلك بإحداث شعبة فن الخط بأكاديمية الفنون التقليدية ولجائزة محمد السادس لفن الخط المغربي.