شاب من خنيفرة يحصل على جائزة محمد السادس للتفوق في فن الخط المغربي، (الدورة الخامسة)، حيث نال هذه الجائزة رفقة شهادة التفوق موقعة من طرف وزير الأوقاف والشؤون الاسلامية، إلا أنه ظل، على ما يبدو، خارج الأضواء وانتباه المسؤولين والفاعلين محليا وإقليميا. ويتعلق الأمر برشيد زرطا، من مواليد 1975 بخنيفرة، هذا الذي شارك بعدة لوحات تتضمن نصوصا تختارها لجنة تحكيم وطنية في الخطوط المغربية المعروفة، مثل الثلث العادي، المبسوط العادي، المبسوط الجلي، المجوهر، الكوفي المغربي، وهي مشروطة بمراعاة تطبيق القواعد الأساسية لكل خط، بالنظر لما يحتله الخط المغربي من خصوصية وجاذبية وجمالية وهوية تاريخية عريقة ترقى به إلى مكانة متميزة في فن الخط العربي. الشاب رشيد زرطا فات له الحصول على الرتبة الرابعة في مسابقة محمد السادس لفن الخط العربي/ المغربي، في دورتها الرابعة، برسم العام الماضي 2011، كما سبق له المشاركة عام 2007 في المسابقة الدولية لفن الخط العربي التي نظمتها الجمعية المغربية لصنعة الخط والزخرفة الإسلامية، وأيضا في مسابقة «نبي الرحمة» للخط العربي، كما شارك في معرض جماعي بقاعة المناظرات ضمن المهرجان الدولي تورتيت، إلى جانب معرض جماعي بالمكتبة الوسائطية بمسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء، كما قام بعدة معارض جماعية مع جمعية «وشمة للفن التشكيلي» بخنيفرة، وسجل حضوره أكثر من مرة في تأطير عدة ورشات بدور للشباب. ويعتبر الخط العربي/ المغربي من الفنون البديعة، إذ لم ينحصر استعمال أشكاله الفريدة في عناوين الكتب والمسكوكات والنقود والمخطوطات والجداريات، بل عرفه تاريخ الإبداع في صفحات الوثائق والظهائر والمراسلات، وفي كتابة القرآن الكريم، والتحليات المناسبة والزخارف المغربية والأندلسية الأصيلة، إلى حين صار تراثا فنيا وجزءا من الهوية الإبداعية الوطنية، ومن هنا جاءت جائزة محمد السادس للتحسيس بمكانة هذا الإرث الإبداعي الخطي، وبأهمية صيانته والحفاظ عليه والتعريف به، والإلمام بفنونه وأصالته وأنواعه وأشكاله، فضلا عن التشبع بجماليته وأساليبه، عن طريق تحفيز وتشجيع أجيال الفنانين والخطاطين.