بتدخل عنيف خلف إصابات متفاوتة الخطورة في صفوف محتجين وعدد من المارة، أجهضت القوات العمومية وقفة تضامنية مع معتقلي الحراك الشعبي بالريف، كان من المزمع تنظيمها مساء اليوم السبت أمام مقر البرلمان وسط العاصمة الرباط. رجال الأمن بالزي الوظيفي والمدني تواجدوا قبل موعد الوقفة، التي دعت إليها ناشطات مدنيات "تأكيدا على انخراط النساء الواعي والجاد في حراك الريف، وتضامنا مع عائلات المعتقلين والمعتقلات"، في الساحة المقابلة لمقر البرلمان إيذانا بقرار السلطات منع الشكل الاحتجاجي المذكور. إلا أن توافد عدد من النشطاء، أغلبهم من الحساسيات اليسارية والحقوقية، إلى المكان دفعهم إلى رفع شعارات منددة بمنع الوقفة والتجمهر في نقاط مختلفة من شارع محمد الخامس، ما أثار حفيظة القوات العمومية التي استجابت لأمر السلطات القاضي بفض التجمهر بالقوة؛ فسقط العديد من المحتجين على الأرض بين إصابات وإغماءات. وعاينت هسبريس تدخلا أمنيا قويا باستعمال الهراوات والركل والصفع في حق عدد من المتجمهرين، الذين دخلوا في حالة كر وفر مع رجال القوات العمومية، ما أسفر عن سقوط حوالي 20 محتجا على الأرض، نقل قرابة 11 منهم إلى مستشفى ابن سينا لتلقي العلاجات الضرورية، فيما أثار تأخر سيارات الإسعاف وإقدام إحداها على حمل 6 مصابين في رحلة واحدة غضب بعص النشطاء. ورغم تدخل رجال القوات العمومية في أكثر من مرة لفض التجمهر الاحتجاجي، إلا أن عددا من النشطاء استمروا في رفع شعارات غاضبة وتضامنية مع حراك الريف، من قبيل "من أجلنا اعتقلوا .. من أجلهم نناضل"، و"الحرية الفورية للمعتقل السياسي"، و"يا معتقل ارتاح ارتاح .. سنواصل الكفاح"، وأيضا "شعب الريف قرر إسقاط العسكرة"، و"هذا عيب هذا عار .. الجماهير في خطر"، إلى جانب "باراكا من البوليس .. زيدونا فالمدارس"، و"والجماهير شوفي مزيان.. حقوق الإنسان". الناشطة الحقوقية خديجة الرياضي قالت إن الوقفة التي كانت مقررة عبارة عن "شكل احتجاجي نسائي لمدة نصف ساعة بشكل سلمي وحضاري، كان سيتم خلاله رفع صور معتقلي الحراك الشعبي بالريف، خاصة صورة الشابة سيليا الزياني التي نطالب بإطلاق سراحها نظرا لوضعها الصحي الحرج، كما نطالب بإطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين بالريف". وأضافت الرياضي في تصريح لهسبريس: "فوجئنا بالسلطات والقوة العمومية تتدخل بعنف وقمع"، معتبرة أن التدخل يؤشر على "أن الدولة لا تريد الديمقراطية التي نطالب بها اليوم، بل هم أعطونا وأعطوا للعالم اليوم الصورة الحقيقة لهذه الديمقراطية"، موردة أن ما حصل "انتهاك سافر للحق في التظاهر والتعبير وحق الجميع في السلامة البدنية". وقالت المتحدثة في وصف ما حصل اليوم: "ضرب همجي مدان ومرفوض في حق مغاربة سالت دماؤهم من كل مناحي أجسادهم على الشارع، وكان عدد منهم محامون وأطر، لقد تم ضرب نساء وشباب وكبار السن في انتهاك للحريات والحرمات"، مشددة على أنه "مثل هذه التدخلات بالهراوات لم تعد تخيف المغاربة. لقد ظنت الدولة أنها قضت على حراك 20 فبراير وها هو حراك جديد في الريف، ولن تخمد الحراكات الاجتماعية في المغرب حتى تتحقق الديمقراطية الحقيقية". وكان عدد من الناشطات المغربيات قد أعلنّ عن تنظيم ما أسمينه "أسبوع التضامن النسائي مع المعتقلين"، خلال الأسبوع الجاري، تحت شعار "مغربيات ضد الاعتقال السياسي"؛ وذلك تضامنا مع معتقلي الحراك الشعبي في الريف الذين بلغ عددهم 189 متابعا، وفق أرقام رسمية.