"فيدجيت سبينر"، لعبة اجتاحت الأسواق المغربية والمحلات التجارية بشكل كبير، وأصبحت تشكل هوسا كبيرا لمستعمليها بعدما راج أنها "عبارة عن علاج فعال للقضاء على التوتر والقلق وتهدئة الأعصاب". وتعتمد اللعبة على مبدأ تدويرها على أحد الأصابع، ويقول مروجون لها إن دورانها يساعد في معالجة التوتر وتهدئة الأعصاب، إلا أن علماء نفس عبر العالم نفوا ذلك. وحذر الأخصائيون من استعمال هذه اللعبة التي كادت أن تفقد طفلا أحد أصابعه بسبب المادة الصلبة المصنعة منها، بحيث دخلت إحدى حلقاتها الفولاذية في أصبعه وتسببت له في تورم وانتفاخ نقل على إثره إلى المستشفى. ويروج أنها تشغل الأطفال عن الألعاب الالكترونية، وتساهم في الحد من الإفراط في حركتهم. وحول خطورة هذه اللعبة التي اجتاحت الأسواق المغربية، قال بوعزة الخراطي، رئيس الجامعة المغربية لحقوق المستهلك، في اتصال بجريدة هسبريس الالكترونية: "توصلنا بشكايات عدة من طرف المواطنين بخصوص هذه اللعبة التي نجهل الطريقة التي دخلت بها إلى المغرب". وأضاف: "أسائل الوزارة المعنية بمراقبة سلامة المنتجات الصناعية التي تدخل في خانتها مراقبة الألعاب التي تلج إلى المغرب"، وزاد: "في بداية الأمر، كانت هذه اللعبة تباع بالمحلات المغربية بمبلغ 300 درهم، إلى أن انخفضت قيمتها ووصلت إلى 60 درهما حاليا نتيجة وفرة العرض وكثرة الطلب عليها". وأكد الخراطي أن اللعبة "مصنوعة من البلاستيك والحديد، ولا تحمل أي إشارات أو علامات تجارية، وهي مجهولة المصدر، ولا نعلم ما إذا كانت مهربة أم دخلت أسواقنا بصفة رسمية. وهنا نؤكد أن هناك نصبا واحتيالا في حق المستهلك، وأقول إن المسؤول الأول عن سلامة وصحة أطفالنا هو الوزارة المعنية التي تراقب وتسمح لمثل هذه الألعاب بالانتشار في الأسواق المغربية". وقالت لمياء بنشيخي، أخصائية نفسية، في اتصال بهسبريس، إن "الإنسان إذا اعتقد في عقله الباطن بجدوى شيء معين، فإنه يحقق نتائج نفسية واضحة. فلا يشترط صحة هذا الأمر، لكن الإيمان بصحته يساعد على نجاحه وتأثيره"، مضيفة: "كثرة الانشغال بها (اللعبة) لوقت طويل، تصيب مستخدميها بالهوس، وقد تصرفهم عن أعمالهم الحياتية، وليس لها أي علاقة بتهدئة الأعصاب والتحكم فيها، كما يدعي البعض". وترى الأخصائية أن هذه اللعبة "ربما تلعب الدور نفسه الذي تقوم به تلك الألعاب الصينية، مثل الإسفنجة التي تبث أنها تريح وتهدئ الأعصاب وتقلل من التوتر، كما يجدها بعض الآباء أقل ضرارا من تأثير الألعاب الالكترونية ذات التأثير غير المقبول في سلوكيات الأطفال". وفي السياق ذاته، قال الحسين، صاحب محل لبيع الألعاب بالدار البيضاء، في اتصال بهسبريس: "إن لعبة سبينر بدأت في الانتشار في فترة قصيرة، ولقيت رواجا كبيرا من قبل الأطفال. وبدأت أبيعها في المحل في البداية ب 300 درهم، لكن بعد ذلك انخفض سعرها إلى 100 درهم. وهي ذات جودة عالية، وتتوفر على رسومات لمشاهير عالميين وعلى أضواء بألوان مختلفة"، مضيفا: "هناك من يبيعها بأسعار أقل لأنه يشتري كميات كبيرة، وبالتالي لا يتعرض للخسارة". جدير بالذكر أن هذه اللعبة الغريبة ابتكرتها الأمريكية "كاثرين هيتنغر" منذ عقدين من الزمن بغية مساعدة ابنتها، البالغة من العمر سبع سنوات، التي كانت تعاني من نقص في المناعة الذاتية آنذاك، غير أن كاثرين لم تربح شيئا من هذه اللعبة؛ بحيث حصلت على براءة الاختراع لمدة 8 سنوات ولم تتمكن بعدها من تجديدها بسبب عدم قدرتها على تسديد الرسوم الباهظة الخاصة بتسجيل براءة الاختراع.