نشر موقع TVA، القناة التلفزية الكندية الحرة، الناطقة باللغة الفرنسية، شريطا يوثق لحظة أداء مجموعة من زوار حديقة سافاري، ضواحي مونتريال، صلاة بشكل جماعي، قام بتصويره مواطن كيبيكي، ونشره على "يوتوب"، مرفوقا بتعليق مكتوب، جاء فيه: "ليس فقط غير مقبول، بل الأمر يتعداه إلى قلة احترام تجاه كيبيك، والكيبيكيين.. أدوا صلواتكم في المساجد، فلا أحد يهتم بها خارجها". انتشار الشريط بسرعة على مواقع التواصل الاجتماعي دفع إدارة الحديقة إلى التعليق على الموضوع، من خلال بيان تم نشره في صفحتها على "فيسبوك"، سعت من خلاله إلى تهدئة الوضع، دون أن تخسر زبناءها من أي جهة كانت. وجاء في البيان: "حديقة سافاري مكان استقبال للجميع، كيفما كانت جنسياتهم، أو ديانتهم، أو ثقافتهم، أو لغتهم، أو توجهاتهم الجنسية..الحديقة لا تقصي أحدا، ولن تقبل أي تهجم بدافع الكراهية على أرضها". ويفيد البيان أيضا بأن الجمعية الإسلامية الكندية قد اكترت داخل الحديقة مكانا للتخييم يوم الثاني من يوليوز الأخير؛ وطلبت الإدارة من المسؤولين عنها الالتزام بالقواعد نفسها التي تفرضها على كل زوارها، كعدم عرقلة السير، وعدم طلب المال من الزوار الآخرين، علاوة على عدم عرقلة أنشطة الحديقة. وفي الختام، أكدت إدارة الحديقة على كون أعضاء الجمعية الإسلامية التزموا بكل تعليماتها، ولو لم يكن الأمر كذلك لتم طردهم من الحديقة، كما تأسفت لكون حرية التدين تسببت في إحراج للبعض، مشيرة إلى أن ذلك لم يكن غاية أحد. وحسب ما نشره موقع TVA فإن الجمعية الإسلامية استعملت جهازا يصدر عنه صوت مرتفع، تبث من خلاله صلوات دينية، وهو ما تسبب في إزعاج بعض الزوار. ويضيف الموقع أنه ومنذ بث الشريط بات موقع حديقة سافاري يتلقى تعاليق غير لائقة. وليست هاته المرة الأولى التي تثير صلاة الجماعة القلاقل في محافظة كيبيك أثناء عطل نهاية الأسبوع، فقد شهد منتجع لشراب القيقب، قبل سنتين، ضجة إعلامية، بعد أن عمد مجموعة من المصلين إلى قصد ركن من المنتجع، لأداء صلاتهم جماعة، وهو ما اعتبره البعض آنذاك تصرفا غير مقبول. محافظة كيبيك تعج بالكنائس التي تم تشييدها خلال القرنين ال19 وال20، حيث يلاحظ المتنقل بين مدنها وقراها أنه لا تكاد تخلو منطقة من أماكن العبادة، وحتى القرى النائية الصغيرة تنتصب وسطها بنايات شامخة، كانت بالأمس القريب تعج بالزوار. جيل "البيبي بومرز"، الذين ولدوا مباشرة بعد عودة الجنود من الحرب العالمية الثانية سيثورون على عدد من عادات الحياة في بلدانهم، وفي محافظة كيبيك، سيكون للكنيسة الحظ الأوفر من الثورة، بعد أن بلغ القساوسة والرهبان مستويات قياسية من الثراء الفاحش. لم يكتف شباب منتصف القرن الماضي بكيبيك بمقاطعة الكنائس والقائمين عليها، بل اتخذوا من تسميات تجهيزات الكنيسة عبارات للتنابز والسب في ما بينهم، وهو ما أسفر عن هجرة جماعية، ونبذ للدين، وكل مظاهر التدين، أيا كان الدين والمتدينون.