قال عبد الكريم بنعتيق، الوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، إن عملية عبور مغاربة المهجر من مختلف مناطق العالم إلى أرض الوطن تمر في ظروف عادية، مبرزا أن عدد أفراد الجالية الذين عادوا إلى أرض الوطن، إلى حدود أول أمس الأحد، بلغ 440 ألفا، إلى جانب 48 ألف سيارة، بارتفاع قدر ب4 في المائة مقارنة مع السنة الماضية. وفي الوقت الذي طمأن فيه بنعتيق أعضاء مجلس المستشارين على عودة مغاربة المهجر، خلال جلسة للأسئلة الشفهية بالغرفة الثانية مساء اليوم الثلاثاء، عاد للتأكيد على أن لجنة، تحت إشراف رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، وضعت اللمسات الأخيرة على عملية استقبال مغاربة العالم في أفضل الظروف. وفي تقديمه للحصيلة المؤقتة لهذه العملية، أبرز المسؤول الحكومي أن هناك 27 باخرة توفر 10 رحلات على مستوى 10 خطوط بحرية، مقابل تخصيص باخرة واحدة للحالات القصوى. وتنقل هذه البواخر حوالي 40 ألف مهاجر مغربي كل يوم، إلى جانب 14 ألفا و700 سيارة. فيما وصل عدد الرحلات الجوية إلى 1224 رحلة في هذه المرحلة من السنة التي تشهد إضافة خطوط جوية استثنائية، مثل الخطوط المضافة إلى رحلات مطارات الناظور وأكادير والحسيمة وفاس. وأثار الفريق الحركي، في تعقيب له على جواب الوزير المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج، مسألة "الارتفاع الصاروخي في تذاكر الطائرة والبواخر في هذه الفترة من السنة"، مقدما هولندا كمثال على ذلك، وهي التي "يصل فيها ثمن التذكرة الواحدة إلى 600 يورو"، متسائلا عن "إمكانية عائلة تتكون من 8 أفراد لتحمل ثقل هذا المبلغ الذي لا يستطيع المهاجر توفيره طيلة السنة إذا أراد زيارة بلده الأم". رد بنعتيق تركز على ارتفاع أعداد المهاجرين القادمين إلى أرض الوطن كمؤشر على عدم مواجهتهم لمشاكل من هذا القبيل، مضيفا أن التحويلات المالية ارتفعت بدورها ب 2 في المائة، وأضاف الوزير عبد الكريم بنعتيق: "نحن أمام وضعية طبيعية". في السياق نفسه، أفاد الوزير ذاته بأن تذكرة البواخر التي تربط المغرب بعدد من دول العالم شهدت السنة الماضية انخفاضا هو الأول من نوعه منذ 15 سنة، قبل أن يكشف أن نقاشا تم فتحه مع مسؤولي الخطوط الملكية المغربية لتخفيض أثمنة الرحلات الجوية في هذه الفترة التي تشهد فيها المملكة إقبالا كبيرا من طرف مغاربة المهجر، غير أن مسؤولي الشركة، يكشف بعتيق، رفضوا ذلك؛ نظرا لتوفر الأسطول الجوي المغربي على 56 طائرة فقط، تقطع بالرغم من ذلك مسافات قياسية مقارنة مع عدد من الشركات الدولية. وقال بنعتيق بخصوص هذه النقطة: "أجاب مسؤولو الشركة بأنهم مستعدون لتخفيض الأثمنة شريطة الاكتفاء بخط الدارالبيضاء وتقليل عدد الرحلات، دون المطالبة بتوفير خطوط مباشرة إلى عدد من مدن المملكة". وعن ظروف مرور "عملية مرحبا" في السنة الماضية، سجل الوزير أن الأمور مرت في جو جيد، مستغلا المناسبة للكشف عن المشاكل التي عاشتها الحكومة مع شركة لنقل مغاربة إيطاليا إلى أرض الوطن على المستوى البحري، قائلا: "وزارة النقل حذرتها بخصوص ذلك، وإذا كررت الأمر ستسحب منها الرخصة"، دون إعطاء مزيد من التفاصيل. من جهة ثانية، طرح فريق الأصالة والمعاصرة سؤالا حول الآليات الحكومية التي بإمكانها تشجيع مغاربة العالم على الاستثمار، وطالب بإجراءات تفضيلية لحث هذه الفئة على جلب العملة الصعبة إلى أرض الوطن، وهو ما رد عليه بنعتيق بأن هناك عددا من الإجراءات التي تذهب في هذا الاتجاه، من بينها صندوق دعم الاستثمار الخاص بالمغاربة المقيمين بالخارج، الذي اعتبره لا يقوم بدوره على أحسن وجه. وأوضح الوزير الوصي على القطاع أن هذا الصندوق يساعد حاملي المشاريع في حدود 5 مليون درهم بدعم قيمته 10 في المائة من إجمالي قيمة المشروع، شريطة أن يجلب المستثمر 25 في المائة من العملة الصعبة، مبرزا أن الوزارة دخلت في تنسيق مع كل من فرنسا وبلجيكا للتوصل إلى اتفاقات بشأن دعم عشرات المشاريع.