المغاربة يدخنون أكثر من 14 مليار سيجارة خلال عام "" استهلك المغاربة قرابة 14.4 مليار سيجارة عام 2006 لتكون المملكة في المرتبة الخامسة عالميا في كمية السجائر المستهلكة رغم الحملات التي أطلقتها السلطات المغربية لمواجهة آفة التدخين. وأظهر بحث وطني عن التدخين بالمغرب أن المدخنين المغاربة وجلهم من الشباب والمراهقين أنفقوا العام الماضي 1.17 مليار دولار (نحو تسعة مليارات درهم) لشراء السجائر. وأشار البحث -الذي ساهم في إنجازه منظمات مدنية مغربية وفرع منظمة الصحة العالمية بالمغرب وحصلت الجزيرة نت على نسخة منه- إلى أن 3% من المدخنين المغاربة نساء، إلا أنه شكك فيها معتبرا أنها أكبر من ذلك بسبب إخفاء كثير من النساء إدمانهن. كما لاحظ البحث أن السقوط في حبائل التدخين يبدأ مبكرا بين الأطفال الذين غادروا مقاعد الدراسة مبكرا والتحقوا بسوق التشغيل. وعزا البحث ارتفاع نسبة التدخين إلى زيادة مادة النيكوتين في السجائر التي تجعل المدخن مدمنا. أرباح وتحرير من جهة أخرى تأكدت نتائج البحث المذكور من خلال خلاصات تقرير لفرع شركة "ألطاديس" بالمغرب بشأن نتائج النصف الأول من سنة 2007، نشر على موقع الشركة وفي الجرائد المغربية المكتوبة باللغة الفرنسية. وأثبت التقرير أن المغاربة استهلكوا 7.2 مليارات سيجارة خلال الأشهر الستة الأولى من السنة الحالية، 5.9 مليارات منها سجائر صفراء، و1.3 مليار سجائر رمادية، ومقارنة مع السنة الماضية، فإن زيادة تقدر بنسبة 2.8% سجلت لصالح الشركة. وبالنسبة لشركة ألطاديس الإسبانية، فإن المغرب يأتي في الرتبة الثالثة للبلدان الأكثر استهلاكا لمنتجاتها ب111 مليون يورو في النصف الأول من سنة 2007، أي بزيادة قدرها 21% مقارنة مع الفترة نفسها من السنة الماضية. وقد جاء المغاربة بعد الإسبان ب14.2 مليار سيجارة، والفرنسيين ب8.2 مليارات سيجارة، وقبل الألمانيين الذين استهلكوا 2.7 مليار سيجارة، وبلدان الشرق الأوسط 7.5 مليارات سيجارة. وتحدث تقرير ألطاديس عن "نتيجة ممتازة بالمغرب حيث تؤكد كل المؤشرات تصاعد الإقبال على منتجات الشركة". ألطاديس عبرت عن سرورها بارتفاع مداخيلها نصف السنوية بكل أسواقها السابقة بحيث قفزت ب27.2% لتصل إلى 246.9 مليون يورو، ويرجع ذلك حسب الشركة إلى أسواق المغرب وإسبانيا والمشرق العربي. وكانت الحكومة المغربية قد باعت قبل نحو عام 20% من حصة الشركة الوطنية المغربية للتبغ، التي تعد ملكا عموميا للدولة، لشركة ألطاديس الإسبانية، وأرجأت تحرير سوق التبغ إلى غاية عام 2011. وبذلك أصبحت الشركة الإسبانية مالكة للشركة المغربية بنسبة 100% لأنها كانت قد اشترت 80% من حصة الشركة عام 2003. ورغم ذلك أبقت الحكومة المغربية على منصب مراقب لدى مجلس الشركة الإسبانية، غير أنه منصب رمزي لا أقل ولا أكثر. حملات وقائية ولمواجهة آفة التدخين أطلقت السلطات المغربية حملات توعية ووقائية، منها برنامج "إعداديات وثانويات ومقاولات بدون تدخين" الذي أشرفت عليه جمعية للا سلمى لمحاربة داء السرطان بمناسبة اليوم العالمي لمحاربة التدخين لسنة 2007، وهي جمعية تترأسها الأميرة سلمى عقيلة الملك المغربي محمد السادس. ويمتد البرنامج لثلاث سنوات، ويهدف لوقاية مبكرة من التدخين في الوسطين المدرسي والمهني، والإقلاع عن التدخين عند تلاميذ الثانوي الإعدادي والثانوي التأهيلي وفي المقاولات، كما يرمي البرنامج إلى مساعدة المدخنين ودعمهم من أجل الإقلاع عن التدخين وحماية غير المدخنين من مضاعفاته.