نظمت ساكنة دوار تولوالت الواقع بنفوذ الجماعة الترابية أكنيون بإقليم تنغير، منذ صباح الأربعاء، مسيرة احتجاجية في اتجاه نفوذ تراب إقليم زاكورة، عبرت من خلالها عن استيائها من وضعية المسلك الطرقي المؤدي إلى مركز الجماعة سالفة الذكر بعد التساقطات المطرية الأخيرة التي خلفت خسائر في جنبات المسلك، بفعل السيول وانجراف التربة، مطالبين بإصلاح المسلك الطرقي المذكور باعتباره المنفذ الوحيد بين دوار تولوالت ودواوير أخرى. وطالب العشرات من المحتجين، المشاركين في هذه المسيرة، من خلال الشعارات التي صدحت بها حناجرهم، السلطات الإقليمية بتنغير والجماعة الترابية بضرورة التعجيل في إصلاح المسلك الطريق المذكور، الذي أصبح غير صالح للاستعمال بعد أن تهالكت جوانبه بفعل الأمطار الغزيرة التي تجرف إليه الأحجار والأتربة، مشددين على أنهم يعانون معاناة متكررة مع أولى قطرات الأمطار التي تعرفها المنطقة من حين إلى آخر. كما طالبت الساكنة الجهات المختصة بضرورة برمجة إصلاح المحور الطرقي المذكور باعتباره المنفذ الوحيد إلى دواويرهم بمنطقة اكنيون. وفور دخول المحتجين إلى نفوذ تراب إقليم زاكورة، والاتجاه إلى الجماعة الترابية تزارين، رافقتهم دوريات الدرك الملكي في مسيرتهم الاحتجاجية، وتم استقبالهم بمقر قيادة تزارين، وفتح معهم حوار من أجل ثنيهم عن فكرة الاستمرار في مسيرتهم الاحتجاجية، وتم ذلك بحضور كل من رئيس دائرة بومالن دادس وقائد قيادة تزارين ورؤساء مراكز الدرك الملكي بتزارين والنيف وتنغير؛ غير أن المحتجين رفضوا الاقتراحات المقدمة لهم من قبل مسؤولي إقليم تنغير. رشيد اللوز، فاعل جمعوي، قال، إن "الساكنة تعاني العزلة كلما تهاطلت عن المنطقة قطرات قليلة من الأمطار، وتضطر إلى المكوث في بيوتها لأسابيع دون مواد غذائية"، مشيرا إلى "الساكنة لا تطالب بما هو مستحيل بل تطالب بإصلاح المسلك الحالي مع التعجيل في بناء الطريق بمعاييرها المعمول بها وطنيا". وطالب المتحدث ذاته، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، عمالة إقليم تنغير برد الاعتبار إلى ساكنة تولوالت، التي تعاني الفقر والتهميش والإقصاء على جميع الأصعدة. وأضاف اللوز أن "ساكنة دوار تولوالت تتمنى لو قام العامل الحالي لتنغير بزيارة المنطقة ليقف بنفسه عن المعاناة التي نعيشها كل مرة"، مسترسلا "الساكنة لا تطلب من العامل بتوزيع عليها مساعدات غذائية أو ملابس صيفية شتوية أكثر ما تطلبه بزيارة الدوار التي يعاني التخلف"، وفق تعبير المتحدث. وكان المحتجون عازمين على الاستمرار في مسيرتهم الاحتجاجية نحو مقر الولاية بمدينة الرشيدية، لإيصال أصواتهم إلى القائمين على الشأن الجهوي، ومطالبتهم بضرورة التعجيل بإصلاح المسلك الطرقي الحالي، وبناء الطريق، من أجل فك العزلة عن دوار تولوالت والدواوير الموجودة على طول الطريق المؤدية إلى مركز الجماعة الترابية اكنيون. يوسف اومنزو، نائب رئيس جهة درعة تافيلالت، وجد المحتجين على جنبات الطريق بدوار واوكلوت بالجماعة الترابية تزارين بإقليم زاكورة، بعد عودته من مهمة في مجلس الجهة، وفتح معهم الحوار، وربط الاتصال بمختلف مصالح إقليم تنغير؛ من بينها عامل إقليم، حيث طلب منه بمساعدة الساكنة وإرسال آليات لإصلاح المسلك الطرقي المتضرر بفعل الأمطار الأخيرة، وهو ما وعده المسؤول الأول على إقليم تنغير بتنفيذه يوم الخميس. كما طالب المسؤول الجهوي مصالح وزارة التجهيز بتنغير بإرسال الدراسة الخاصة بالطريق الرابطة بين دوار تولوالت وبين الجماعة الترابية اكنيون، من أجل اقتراحها على أعضاء مكتب الجهة، وإدراجها في برامج الجهة، وضرب المسؤول الجهوي موعدا مع الساكنة يوم الاثنين المقبل، من أجل دراسة هذا المشروع مع المكتب الجهوي والموافقة عليه. وفي تصريح أدلى به يوسف اومنزو لجريدة هسبريس الإلكترونية، قال: "كما تعلمون، إن جهة درعة تافيلالت هي جديدة؛ وهو ما يتطلب منا بذل مجهود كبير لإرضاء الجميع وفي مختلف القطاعات"، مشيرا "بصفتي ابن المنطقة، أحاول دائما التركيز على ما هو ضروري وأولي مثل الطرق والماء الصالح للشرب"، مسترسلا "بوجود طريق معبدة وصالحة للاستعمال فإن القطاعات الأخرى تصبح قريبة من المواطن".