من يشاهد الحالة التي أصبحت عليها مدينة الحسيمة لا يمكن إلا أن يتحسر قلبه عليها.. مهنيون وتجار يشتكون من تردي الرواج التجاري والسياحي بالمدينة ويتساءلون عن ذنب هذه الحاضرة الجميلة التي خرج شبابها لممارسة حق دستوري في التظاهر والاحتجاج على وضعية اجتماعية واقتصادية، وتأخر إنجاز بعض المشاريع المهمة ذات الوقع الاقتصادي على المنطقة. الشعب يحتج، وغضبة ملكية على تأخر تنفيذ مخطط منارة المتوسط، والاستغلال السياسوي لهاته الوضعية. التقطنا هذه الغضبة، وقرارات المجلس الوزاري الأخير، وفهمناها كمؤشر قوي يؤكد على تجاوب قوي مع مطالب المحتجين. لكن الذي وقع في هذا العيد الصغير والكبير في أحداثه يثبت أننا لم نعد نفهم شيئا. كيف يمكن أن نوضح للأطفال الذين كانوا ينتظرون هدية العيد بفارغ الصبر أن يتلقوا هدية ولا أبشع.. استعمال الغازات المسيلة للدموع وكل تلك الهدايا المؤلمة؟..مما لاشك فيه أنها ستشكل هاجسا وإرثا نفسانيا ثقيلا ستحمله معها هاته الأجيال. سننتظر الذي سيأتي في القليل من الأيام. سننتظر قرارات حكيمة مثل قرار الأمس القريب القاضي بجعل الحسيمة عاصمة جهة تازةالحسيمةتاونات، ما ساهم بشكل كبير في تحسين وإحداث دينامكية تجارية بالمدينة بشكل عام. سننتظر رفع كل مظاهر التواجد الأمني المكثف بالمدينة.. سننتظر عودة المعتقلين إلى ديارهم.. سننتظر الزيارة الملكية المتكررة إلى مدينته المفضلة التي يحتفظ لها بمكانة خاصة..والحسيمة تستحق الأفضل. * فاعل جمعوي وعضو المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة