تحظى الدفاتر الذهبية للفنادق بأهمية كبيرة في البلدان الغربية، حيث تعتمد عليها الفنادق لتقييم الخدمات التي تقدمها إلى الزبائن وتطوير أدائها ومعرفة مدى رضا النزلاء والنواقص التي تعيق جذب المزيد منهم؛ لكنها في البلدان العربية لا تحظى بمثل هذه الأهمية، إذ نادرا ما يلتفت إليها الزبون حين يهم بمغادرة الفندق وتتقاعس الإدارة عن تذكير الزبائن بها، فتضيع إحدى أهم وسائل تقييم المنتوج الفندقي. ويتسبب غياب ثقافة التقييم في الخدمات المتعلقة بالأداء الوظيفي في عدم تقدير الكفاءات وتشجيعها وتنبيه المسؤولين إلى نواقص العمل والأداء في الخدمات الفندقية. ويدوّن النزلاء في الدفاتر الذهبية للفنادق انطباعاتهم عن فترة الإقامة وملاحظاتهم الإيجابية والسلبية عما يوفره الفندق.. وبينما يجد البعض في هذه الدفاتر فرصة لشكر العاملين على لباقتهم وسرعة تلبية الطلبات ويعدهم بالعودة مرة أخرى، يسارع آخرون إلى إبداء ملاحظاتهم السلبية، خاصة المتعلقة بالنظافة والأكل ومستوى الراحة في الغرف والأسعار المرتفعة. وتحاول الفنادق الاستفادة من هذه الدفاتر لتقديم نوعية جيدة من الضيافة والخدمة الشخصية، كما تعتمد عليها في تقييم مدى ودية الموظفين ورضا الزبائن عن النظافة وديكورات الأماكن المخصصة للترفيه وتقديم الطعام وسط منافسة بين الطابع التقليدي والديكور المعاصر. وتعكس الدفاتر تنوع زبناء الفنادق واختلاف انطباعاتهم واهتماماتهم، كما أنها تعكس شخصيتهم وأهواءهم، وتكشف كلماتهم وتوقيعاتهم عن حس فني عال من حيث الخط الجميل والتعبير السلس. وتضمن الدفاتر الذهبية للفنادق خليطا من توقيعات وملاحظات مشاهير المجتمع، من فنانين وسياسيين ورياضيين وإعلاميين، حيث تؤرخ لزيارة مشاهير المجتمع للمدن خلال فترات الإجازة أو في مهمات العمل. وإذا كان العامة ينقسمون في تقييم خدمة الفنادق والتدوين بشكل إيجابي أو سلبي في دفاترها الذهبية، فإن غالبية المشاهير لا يعبرون إلا عن إعجابهم بجمالية الفنادق ومستوى خدماتها، وربما هذا راجع إلى طبيعة الفنادق التي يقيمون بها المشاهير حيث الفخامة والرحابة ومستوى الخدمة الملكية التي يحيطهم بها عمال الفندق بخلاف غيرهم من عامة الزبناء؛ وهو ما يجعل المشاهير يتفننون في وضع توقيعاتهم مزينة بعبارات الشكر والامتنان والإعجاب بسحر المكان والطبيعة المحيطة بالفندق. ويحرص الكثير منهم على إهداء صوره وبعض التذكارات إلى إدارة الفندق، كما يسمحون بتصويرهم أثناء لحظة توقيعهم على الدفتر الذهبي.. وبسبب ضيق الوقت أثناء إنهاء إجراءات مغادرة الفندق، لم يتمكن الكثير من المشاهير من تسجيل أسمائهم وارتساماتهم في دفاتر الفنادق، بالرغم من حرص هذه الأخيرة على تذكيرهم بتأريخ الزيارة في اللحظات الأخيرة لمغادرتهم.