تمكنت التلميذة غيثة شيبوب من مدينة تازة من نيل أعلى معدل نجاح في الدورة العادية لامتحانات الباكالوريا لهذه السنة، على مستوى جهة فاسمكناس؛ وذلك بحصولها على معدل بلغ 19.20، بميزة حسن جدا. وكانت التلميذة غيثة شيبوب، التي يشتغل والداها طبيبين بمدينة تازة، تتابع دراستها في شعبة العلوم الفيزيائية، خيار فرنسية، بثانوية للتعليم الخصوصي بالمدينة ذاتها. وأرجعت شيبوب سبب حصولها على هذا المعدل المشرف، في حديث لها مع هسبريس، إلى مثابرتها وانكبابها على دروسها طيلة الموسم الدراسي، قائلة: "الخدمة ماشي بزاف، ولكن بشكل متواصل، أنا لا أترك الإعداد للامتحان إلى آخر شهر من عمر العام الدراسي". وأوضحت المتحدثة أنها تعتمد في مراجعتها لدروسها على نفسها، حيث تفضل العمل بشكل فردي عوض المراجعة بالطريقة الجماعية. كما أبرزت أنها وجدت السند في تحصيلها الدراسي بشكل جيد في أساتذتها، الذين كانوا لا يبخلون عليها بالدعم لتجاوز تعثراتها في مختلف المواد. شيبوب أبرزت أنها تعتمد كليا على المراجع المكتوبة؛ لكونها، بحسبها، لا تثق فيما ينشر من معارف ومعلومات في شبكة الأنترنيت، خصوصا في المجال العلمي، مضيفة أنها تفكر في دراسة الطب في مشوارها بالتعليم العالي، بالرغم من أن جميع الاحتمالات تبقى لديها واردة. وفي هذا الصدد، أبرزت المتحدثة ذاتها قائلة لهسبريس: "أفكر في التسجيل في إحدى كليات الطب، كما أن دراسة القانون تهمني، إلا دراسة الهندسة تبقى مستبعدة، لأني لا أجد نفسي في هذا التخصص". وأكدت والدة غيثة شيبوب أن ابنتها تعتمد على نفسها في دراستها مع التزامها بالعمل المتواصل، بالإضافة إلى اعتمادها على دعم أطرها التربوية، مشيرة إلى أنها تترك لابنتها حرية اختيار التخصص، الذي تراه مناسبا في مشوارها الدراسي. من جانبه، عبّر حميد شيبوب، والد التلميذة غيثة، عن فرحته بحصول نجلته على هذا المعدل المشرف. من جهته ذكر والد التلميذة غيثة، في حديث له مع هسبريس، أن ابنته كانت "حارة بزاف"، إذ إنها تصاب بنوبة غضب شديدة كلما كانت تحصل على معدل يقل عن 19 على 20. وأوضح حميد شيبوب أنه كان يساعد ابنته في المواد العلمية في مختلف الأسلاك التعليمية، موضحا أنه حبب لها القراءة، حيث كان يوفر لها العديد من الكتب، حتى أدمنت على المطالعة؛ وهو ما مكنها، بحسبه، من إتقان اللغتين الفرنسية والإنجليزية. وكشف المتحدث ذاته أن غيثة كانت مواظبة على التعلم خلال سنتي البكالوريا بهدف الحصول على أعلى النقط، مبرزا أن ابنته تعتبر والدها قدوة لها، مبينا ذلك بالقول: "أنا بدوري في سنة 1981 حصلت على المرتبة الأولى في امتحانات الباكالوريا. كان صعب، في ذلك الوقت، أن تحصل على معدل 18 أو19، كما هو الحال الآن، بحكم منطق التعليم الخصوصي والساعات الإضافية". وأبرز شيبوب، الذي ذكر أن الساعات الإضافية عادة تؤرقه شخصيا وشر لا بد منه، أنه ابن المدرسة العمومية، مضيفا بالقول: "بالنسبة لي، يجب أن تكون هي قدوة للآخرين، المدرسة العمومية يجب أن تكون هي الأصل، والاستثناء هي المدرسة الخصوصية.. أنا كطبيب، أحب أن لا تمرض المدرسة.. إن مرضت يصبح البلد مهددا".