في الوقت الذي كان متوقعا أن تقدم سلطات العاصمة الاقتصادية الدارالبيضاء على منع مناضلي الكونفدرالية الديمقراطية للشغل من تنظيم مسيرة ليلة الثلاثاء، سمحت السلطات لها بالرغم من صدور قرارات كتابية وشفهية تقضي بمنعها في عدة مدن مغربية. ونجحت الكونفدرالية، ليل الثلاثاء، في تنفيذ تحديها في وجه السلطات، إذ جابت شوارع العاصمة الاقتصادية في مسيرة "الشموع" تخليدا لذكرى انتفاضة 20 يونيو 1981 التي باتت تعرف ب"انتفاضة الكوميرا". وردد المحتجون، المنضوون تحت لواء نقابة نوبير الأموي الذين كانوا يحملون شموعا في مسيرتهم، شعارات تحيي انتفاضة 1981 التي كانت شوارع المدينة مسرحا لها، وشعارات تضامنية مع حراك الريف تطالب بالإفراج عن المعتقلين. وطالب أعضاء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، إلى جانبهم أعضاء عن حزب النهج الديمقراطي ممثلين في زعيمه مصطفى البراهمة والاشتراكي الموحد بقيادة نبيلة منيب وفيدرالية اليسار الديمقراطي ونشطاء بحركة 20 فبراير ومحسوبين على جماعة العدل والإحسان، بضرورة إقرار الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية. ودعا المحتجون، في مسيرتهم تخليدا لهذه الذكرى، إلى "تحصين مكتسبات الطبقة العاملة المغربية وعموم الجماهير الشعبية"، معبرين عن تضامنهم مع الأحداث الجارية في الحسيمة والاعتقالات التي طالت نشطاء حراك الريف. وعبّر المحتجون، تحت مراقبة من السلطات المحلية التي أمنت مرور المسيرة، عن رفضهم لضرب الحريات النقابية، خصوصا من خلال السعي إلى سن قانون الإضراب ولمراجعة مدونة الشغل، متهمين الحكومة بعدم تنفيذ الالتزامات السابقة؛ وعلى رأسها اتفاق 26 أبريل 2011. وأعلنت النقابة، يوم الاثنين، عن رفضها القرارات الصادرة عن بعض ممثلي السلطات المحلية والقاضية بمنع المسيرات التي دعت إليها الكونفدرالية بعدة مدن مغربية، إذ أعلنت عن تحديها لها والخروج في مسيرات للشموع.