ينظر مجموعة من النشطاء الجمعويين وسكان منطقة ليساسفة بعين عدم الرضا إلى التجاهل الكبير الذي يتعامل به مع ظاهرة انتشار الكلاب الضالة، بمختلف أحياء هذه المنطقة التابعة لعمالة مقاطعة الحي الحسني. في ليساسفة، التي يقول سكانها إن مسيري مقاطعة الحي الحسني ومجلس المدينة لا يتذكرونها إلا وقت الانتخابات الجماعية، أصبح تجول الراجلين داخل أحياء المنطقة ضربا من المخاطرة بالنفس أمام تكاثر هذه الكلاب، التي أصبحت تتجول بشكل جماعي وبكل حرية، في غياب أدنى تحرك من لدن مجلسي المدينة ومقاطعة الحي الحسني، اللذين يقضون يومهم في مكاتبهم المكيفة والمجهزة بالأنترنيت لتزجية الوقت. حميد مساعد، سائق شاحنة من النوع الثقيل، أكد، في تصريح لهسبريس، أن الكلاب الضالة حوّلت حياة سائقي الشاحنات إلى جحيم، حيث قال: "بمجرد ما نقوم بركن شاحناتنا إلا ونضرب ألف حساب لهذه الكلاب التي تترصد بنا في كل وقت وحين، ونخاف هجوماتها المباغتة". من جهته، قال إبراهيم قاسم، رئيس شبكة التعاون الجمعوي بليساسفة ورئيس جمعية الرحمة ليساسفة 2 للتنمية والأعمال الاجتماعية، إن ظاهرة الكلاب الضالة بمنطقة ليساسفة أصبحت لا تطاق. وأضاف رئيس جمعية الرحمة ليساسفة 2 للتنمية والأعمال الاجتماعية، في تصريح لهسبريس، أن "هناك مجموعة من العوامل تسهم في انتشار هذه الكلاب؛ منها تلك المرتبطة بالأسواق العشوائية المنتشرة في منطقة ليساسفة وكثرة المزابل، ففي منطقة السلباوي لوحدها هناك أربع مزابل التي تشكل مصدرا لتغذية هذه الكلاب الضالة وبالتالي انتشارها بشكل مهول". وأوضح المتحدث أن الدوريات المشرفة على محاربة الكلاب الضالة التابعة لمجلس المدينة لا تظهر إلا مرتين في السنة وبضغط من السكان والناشطين الجمعويين، لتعاود تلك الحيوانات الظهور والانتشار من جديد. وقد شهدت منطقة القصبة، خلال الأسبوع الماضي، تعرض شخص لهجوم شرس من لدن أحد الكلاب الضالة ونهشت رجله بشكل بشع". ولمواجهة الظاهرة، اكتفى مجلس المدينة بإبرام اتفاقية مع معهد باستور المغرب من أجل تأهيل مركز داء السعر؛ وهي الاتفاقية التي جرت المصادقة عليها من لدن المجلس الجماعي خلال دورة ماي الماضي. يشار إلى أن الإحصائيات أثبتت أن الدارالبيضاء تسجل لوحدها 3500 حالة عض يتعرض بها سكان مدينة الدارالبيضاء من لدن هذه الكلاب الضالة.