بين أستوديوهات ورزازات وصحراء مرزوكة وآثار وليلي ثم الرباط والبيضاء، انتهى المخرج المغربي سهيل بن بركة من تصوير مشاهد عمله السينمائي الجديد، الذي خصصه لتسليط الضوء عن حياة الجاسوس الإسباني دومينغو باديا الذي عاش فترة من القرن التاسع عشر بالمغرب باسم "علي باي". هذا الفيلم، الذي اختار له مخرجه عنوان "حلم خليفة"، يصور حياة علي باي العباسي، الذي ما زال أحد أحياء طنجة يحمل اسمه، عاش حياة فريدة متنكرا بشخصية تاجر عربي من سلالة الرسول صلى الله عليه وسلم، فيما كان يعمل جاسوسا لحساب إسبانيا. وكشف مخرج الفيلم سهيل بن بركة، في تصريح لهسبريس، أن الفيلم السينمائي دخل مرحلة التوضيب التي تتم خارج المغرب، مبرزا أن الفيلم الذي يروي حياة الجاسوس الإسباني دومينغو باديا منذ أن قرر من طنجة بدء رحلاته نحو عدد من المناطق في العالم الإسلامي بداية القرن العشرين سيكون جاهزا بعد شهرين. ويجمع الفيلم السينمائي عددا من الممثلين من مختلف الجنسيات، واختار لدور البطولة الممثلة السينمائية الإيطالية كارولينا كريشنتيني، للقيام بدور الإنجليزية الليدي هستر ستانهوب، التي اشتهرت في الكتب الغربية ب"زنوبيا" والتي عاشت بدورها بالدول العربية وارتبطت بعلي باي بعلاقة عاطفية، إضافة إلى وجوه سينمائية معروفة. وعن اختيار المخرج المغربي لحياة علي باي العباسي، يوضح في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية: "هذه الشخصية عاشت أحداثا مشوقة كثيرة، تستحق أن تسلط عليها الأضواء"، مشيرا إلى أن "الفيلم سيحمل الكثير من المفاجآت، لا سيما أن البطل قتل على يد امرأة دست له السم خلال رحلة الحج"، وأضاف: "شخصية طموحة وشجاعة ومثقفة ومذهلة في آن واحد، كان يرى نفسه مستكشفا في أول الأمر، نال علي باي إعجاب السلطان بعلمه؛ فجعله من المقربين منه في ظرف وجيز، ودعاه إلى اللحاق به إلى فاس، وبرحيله إلى فاس تنتهي قصته مع طنجة". وعاش "علي باي العباسي" بمدينة طنجة على أنه رجل مسلم أصله من الشام، ونال ثقة الجميع في هذه المدينة، حيث تم تشييد تمثال له في عروسة الشمال، نظرا لتمكنه من بعض العلوم، خاصة علم الفلك، الذي مكنه من رصد كسوف الشمس الذي تزامن مع وجوده في طنجة، فكان لعلمه دور كبير ساعده في إخفاء هويته. كما أبان هذا الأمر، أيضا، عن تراجع كبير في ميدان العلم والمعرفة لدى المغاربة والمسلمين بصفة عامة.