قال الدكتور عمرو خالد، الداعية الإسلامي، إن المسلمين الذين هاجروا إلى الحبشة استقروا هناك، حتى إن منهم من ظلوا لمدة 15 سنة، واندمجوا في المجتمع، وأصبح وطنًا ثانيًا لهم، ولبسوا كما يلبس الأحباش، وتعلموا لغتهم، واشتغلوا في مهنة المصنوعات الجلدية... وأشار خالد، في الحلقة الرابعة عشرة من برنامجه الرمضاني "نبي الرحمة والتسامح"، الذي يذاع على قناة "إم بي سي"، إلى أن قريشًا لما أرسلت عمرو بن العاص على رأس وفد إلى الحبشة لاستعادة المسلمين الذين هاجروا إلى هناك، رفض النجاشي تسليمه إياهم، بعد أن عرف منهم حقيقة الإسلام ورأيه في عيسى بن مريم وأمه، حتى إنه بكى تأثرًا. ولفت الداعية الإسلامي إلى أنه "عندما اندلعت مشاكل سياسية ضد النجاشي، كانت أم سلمة تقول: ما شيء أصابنا بالحزن مثل ذلك، ولما رجع الأمر له، قالت: فما فرحنا بشيء كفرحنا بذلك"، وزاد: "أصبح المسلمون من نسيج المجتمع، ولم يقولوا إنه مجتمع كافر، أو نريد أن نحكم بالشريعة..لم تكن مسألة الحكم تشغلهم، كان ما يعنيهم هو الإصلاح، ومنهم من تزوج وأنجب. وقد أنجب سيدنا جعفر هناك أولاده الثلاثة.. ومنهم من مات ودفن هناك، ولم يعودوا معًا، بل على مراحل". وذكر خالد أن النبي اختار النجاشي ليكون وكيلاً عنه في الزواج من السيدة أم حبيبة بنت أبي سفيان، وكانت رسالة تقدير منه له، وزاد: "أفرح الأمر أبا سفيان، على الرغم من معاداته للنبي، وقال عنه: ذلك الرجل لا يجدع له أنف". وأوضح الداعية الإسلامي أن قريشا "لما حولت رفضها لرسالة الإسلام إلى هجوم شخصي على النبي، فقالت عنه: ساحر..كذاب..مجنون..كاهن، لم يحول النبي الأمر إلى عداوة شخصية مع رموزها، وحتى من أذوه، بل ظل يحبهم كأشخاص ويتمنى لهم الخير، بل ويدعوهم ويدعو لهم ويتمنى إسلامهم، فلم يشتمهم ولم يعاتبهم أو يكرههم"، وأشار إلى أنه رغم علم النبي بأن أبوجهل هو من يقود مخطط قتله، إلا أنه لم يرسل أحدًا من الصحابة لقتله.. لأنه لم يكن يؤمن بالعنف ولا الاغتيال.