ككل سنة يستمر منتجو ومخرجو برامج الكاميرا الخفية في بلدان المغرب العربي بعرض برامجهم التي تتعرض كل موسم رمضان للانتقادات واتهامات واسعة بما يسميه البعض "الحموضة"، وذلك بسبب الفبركة التي تثير زوبعة وغضبا على مواقع التواصل الاجتماعي. وشكل برنامج الكاميرا الخفية "مشيتي فيها" في هذا الموسم، الذي يعرض على القناة الثانية، مادة دسمة لعدد من المنابر الإعلامية وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي، من خلال الكم الكبير من التعاليق التي وجهت إليه منذ بداية عرض أولى حلقاته والتي شارك فيها الكوميدي محمد عزام المعروف ب"بهلول" والأخير لقي انتقادا كبيرا بعدما بدا عليه أنه يعلم بأمر المقلب. وكشف بهلول، مباشرة بعد بث القناة الثانية لحلقته، أن المقلب حقيقي ولم يعلم بأمره. ومن ثمّ، طالب منتجي البرنامج بقدر مالي مهم نظير المقلب، مضيفا أن فريق البرنامج استدعاه من أجل المشاركة في برنامج بيئي يتعلق بالتماسيح بمدينة أكادير، قبل أن يفاجأ بالمقلب الذي تسبب له في رعب كبير. ولم تقتصر الانتقادات على البرنامج المغربي؛ بل طالت برنامج الكاميرا الخفية التونسي "الكلينيك"، الذي طالب متابعوه بوقفه بعدما نشر أحد النشطاء على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك مقطع فيديو مسربا يكشف تمثيل الأشخاص المشاركين فيه ويثبت أن الكاميرا الخفية مجرد خدعة وأن الأشخاص المشاركين فيها على علم بأمر المقلب. وبلغت الانتقادات مداها في الجزائر بعدما عرض برنامج الكاميرا الخفية "رانا حكمناك" لحلقة استضاف خلالها الروائي رشيد بوجدرة تم توجيه أسئلة إليه حول معتقده الديني؛ وهو الأمر الذي أغضب المواطنين الجزائريين الذين قاموا بالاحتجاج أمام مقر سلطة الضبط السمعي البصري في الجزائر العاصمة، مطالبين بوقف البرنامج الذي اعتبروه مسيئا إلى الذوق العام للمشاهد الجزائري. وقرر مدير قناة النهار، التي تعرض البرنامج، توقيفه بشكل نهائي بعد الجدل الكبير الذي خلقته الحلقة التي اعتبرها عدد كبير من المواطنين والصحافيين إهانة في حق الروائي بوجدرة. وقال أنيس رحماني، المدير العام لمجمع النهار، في تغريدة له بالتويتر أرفقها بصورة للكاتب رشيد بوجدرة والإعلامي حميدة عياشي: "قررت توقيف، وبشكل نهائي، "رانا حكمناك" للزميلين هشام شريف وأحمد مدني". يشار إلى أن عددا من الفنانين المغاربة صرحوا، في لقاءات سابقة مع جريدة هسبريس، بأنهم استدعوا للمشاركة في برنامج الكاميرا الخفية المغربية "مشيتي فيها"؛ إلا أنهم رفضوا التمثيل فيها، خاصة أن البرنامج يعتمد كل سنة على المخرج نفسه والوجوه نفسها والتي بات المشاهد المغربي يعرفها جيدا.