لم يتمكن نشطاء داعوا إلى تنظيم وقفة احتجاجية تضامنية مع الحراك الشعبي بالحسيمة وباقي مناطق الريف، مباشرة بعد صلاة تراويح اليوم الثلاثاء، من تنفيذها بالساحة المحاذية لبنك المغرب بساحة جامع الفنا، التي عرفت إنزالا أمنيا مكثفا. وكانت بداية الوقفة قد شهدت جمعا غفيرا من الأشخاص، من مشجعي فريق الكوكب المراكشي ومنتمين إلى السلفية التقليدية، قد احتلوا الساحة؛ ما أدى إلى مواجهات بين الطرفين، انتهت بانسحاب النشطاء السياسيين والحقوقيين. وبعدها بدقائق، شرع من أسماهم النشطاء المتضامنون مع حراك الريف ب"البلطجية" في ترديد هتافات "ملكنا واحد" و"عاش الملك"، وإطلاق العنان لعبارات تهين الوقفة الاحتجاجية ومن يقف وراءها. هسبريس قامت بجولة بممر الأمير، القريب من ساحة جامع الفنا، قبل زمن الوقفة المشار إليها، ولاحظت معظم التجار يحاولون إغلاق متاجرهم. وبعد الوقفة، صادفت النشطاء، الذين تنوعت أطيافهم وتوجهاتهم السياسية، متفرقين بالمنطقة نفسها؛ فيما بقيت قوات الأمن مرابطة بمكان الاحتجاج. وفي هذا السياق، وصفت عواطف التريعي، عن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، الأشخاص الذين منعوا تنظيم الشكل الاحتجاجي التضامني ب"البلطجية المسخرين لقمع المناضلين الشرفاء". وأوردت الفاعلة الحقوقية، في تصريح لهسبريس، أن الاحتكاك بين المتضامنين مع حراك الريف وبين من أسماهم النشطاء ب"البلطجية" أدى إلى إصابة مناضلة في ظهرها وأخرى في رجلها وثالثة كانت حاملا وتعرضت للتعنيف، وفق تصريح التريعي. وتابعت المتحدثة قائلة: "لقد تعرضنا للمضايقة لحظة شروعنا في رفع شعارات تندد بالاعتقالات التي عرفتها الحسيمة، والمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين، وتعرضنا لحالة من الترهيب ممن وصفتهم ب"البلطجية"، الذين كانوا محميين من رجال الأمن"، حسب تعبيرها. وأكدت الفاعلة الحقوقية ذاتها أن النشطاء المتضامين مع حراك الريف تعرضوا للمضايقات منذ تم الإعلان عن تنظيم الوقفة الاحتجاجية وبعد إفشالها، مشيرة إلى أن مجموعة من المناضلين حوصروا داخل مقر الدائرة الخامسة بساحة جامع الفنا، لحظة مؤازرتهم لناشط جرى إيقافه، و"لولا تدخل الأمن لتم الاعتداء علينا"، تختم التريعي.