بعد دقائق قليلة عن انطلاقها، فرّقت القوات الأمنية بالعنف الوقفة التي دعا إليها بمدينة الرباط عدد من النشطاء بمواقع التواصل الاجتماعي للتضامن مع معتقلي "حراك الريف" الذي دخل شهره السابع، مخلفة إصابات مختلفة في صفوف المشاركين بها؛ فيما طاردت عناصر الشرطة والقوات المساعدة النشطاء في مختلف الأزقة القريبة من محطة القطار الرباطالمدينة. الوقفة الاحتجاجية التي انطلقت حوالي الساعة العاشرة و15 دقيقة من أمام الساحة المقابلة لبناية البرلمان لم تدم سوى 10 دقائق، قبل أن تحل تعزيزات أمنية مكثفة بالمكان وتقدم على تدخل مباغث حتى قبل أن تخطر المشاركين في الشكل الاحتجاجي بضرورة إخلاء المكان. وتعيش الساحة المقابلة للبرلمان وسط العاصمة لحظات توتر كبيرة في هذه الأثناء، في ظل تفريق رجال الأمن لأي تجمع بمحاذاة مكان الاحتجاج؛ الشيء الذي خلق حالة من التدافع والهلع لم يسلم منها حتى عدد من المارة الذين تزامن وجودهم مع التدخل الأمني. وحسب ما عاينت هسبريس من مشاهد، فإن عددا من المتظاهرين أصيبوا بكدمات بمختلف مناطق أجسادهم، فيما عمدت قوات الأمن إلى تكسير هواتف وآلات تصوير عدد من الحاضرين؛ من بينهم صحافي بمجلة "تيل كيل" الناطقة بالفرنسية، كما جرى حجز أعلام حركة 20 فبراير. ورفعت خلال الوقفة، التي لا يزال الداعون إليها مصرين على العودة إلى مكان انطلاقها إلى غاية كتابة هذه الأسطر، أعلام "إيمازيغن" وعلم "جمهورية الريف" وشعارات مختلفة؛ من قبيل: "قتلوهم عدموهم ولاد الشعب يخلفوهوم" و"كلنا محكورين قتلونا كاملين" و"عاش الشعب عاش عاش.. مغاربة ماشي أوباش" و"هي كلمة واحدة.. هاد الدولة فاسدة" و"هي كلمة صريحة.. الفساد عطا الريحة".