خرج العشرات من سكان مدينة تاونات، بعد مغرب الخميس، في مسيرة احتجاجية، دعت إليها التنسيقية الإقليمية لرفع التهميش عن ساكنة إقليمتاونات، جابت وسط المدينة ورُفعت خلالها لافتات وشعارات تطالب بتنمية الإقليم. وانطلقت المسيرة من ساحة البلدية لتجوب الشارع الرئيسي قبل أن تتوقف أمام مقر عمالة الإقليم؛ حيث طوقتها العناصر الأمنية التي قامت بتشكيل حزام محيط بالباب المؤدي إلى ساحة العمالة، فيما كان المحتجون يصدحون بشعارات قوية، من ضمنها المطالبة برحيل عامل الإقليم. وتأتي هذه المسيرة تنفيذا للبرنامج الذي سطرته التنسيقية الإقليمية لرفع التهميش عن ساكنة إقليمتاونات التي كانت قد أعلنت، في وقت سابق، عن تنظيم وقفات احتجاجية ومسيرات شعبية بمدينة تاونات، وتنظيم مسيرة شعبية إلى مقر ولاية الجهة بمدينة فاس وأخرى نحو مقر البرلمان بالرباط، فضلا عن خوض إضراب إقليمي عام في قطاع الوظيفة العمومية والجماعات المحلية والقطاع الخاص. في غضون ذلك، قال عبد الحميد الأزرق الحسوني، عضو التنسيقية، في تصريح لهسبريس على هامش هذه المسيرة، إن مطالب المحتجين متنوعة؛ أهمها رفع التهميش عن إقليمتاونات وفك العزلة عنه، موردا أن الطريق التي تربط تاوناتبفاس تسجل رقما قياسيا في عدد القتلى والجرحى جراء حوادث السير التي تعرفها باستمرار. وأورد المتحدث أن إقليمتاونات رغم احتضانه لخمسة سدود، يعاني الناس فيه من العطش، بالإضافة إلى معاناتهم مع تدني الخدمات الصحية، "حتى المشاريع التي تتم برمجتها بإقليمتاونات تعرف غشا وسرقة ونهبا، والاستثمار غائب، زد على ذلك مشكل الشغل والفقر بتاونات"، يوضح الحسوني. من جانبه، قال توفيق الرحوتي، عضو بالتنسيقية ذاتها، في تصريح لهسبريس، إن مطالب المحتجين "اجتماعية محضة"، مبرزا أن هذه المسيرة الاحتجاجية هي "تعبير طبيعي عن الفحي والتهميش المسلط على إقليمتاونات منذ الاستقلال"، مضيفا أن الإقليم "لم يستفد من أي مشروع تنموي حقيقي من شأنه أن يرفع مستوى معيشة الساكنة، وهو يعاني من الهجرة. كل المدن والأقاليم تستفيد من قدر من مشاريع التنمية المهيكلة إلا تاونات، لا نعرف لماذا ظل مسلطا عليه هذا التهميش؟ نحن بهذا الحراك نرفع صوتنا لنقول كفى من التهميش والتفقير"، بتعبيره. وكانت عمالة إقليمتاونات قد استبقت هذا الاحتجاج بإصدار بلاغ، يوم الأربعاء، على هامش لقاء تواصلي نظمته بمناسبة الاحتفال بالذكرى 12 لانطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، أفادت فيه بأن غلافا ماليا يقدر بمليارين و504 ملايين و546 ألف درهم تم رصده لإنجاز مشاريع بالإقليم ممولة من طرف صندوق التنمية القروية للفترة 2017-2022. وكان حسن بلهدفة، عامل إقليمتاونات، قد أوضح خلال تدخله في هذا اللقاء، أن إقليمتاونات حظي بنصيب الأسد من الحصة المخصصة لعمالات وأقاليم جهة فاسمكناس في إطار هذا البرنامج الممول من طرف صندوق التنمية القروية، باستحواذه على 37 في المائة من المبلغ الإجمالي المرصود للجهة، والمقدر بحوالي ست ملايير و834 مليون درهم. وأبرز بلهدفة أن هذا الغلاف المالي الخاص بإقليمتاونات موزع على مجموعة من القطاعات، كالتربية الوطنية وتأهيل المنشآت الصحية والتزويد بالماء الصالح للشرب، مبرزا أنه إلى جانب هذه المشاريع، استفاد إقليمتاونات مما يقارب من 1116 مشروعا في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، كلفت غلافا ماليا يناهز 840 مليون درهم.