Modern school administration on the horizon of the reform of the educational system لم يعد مفهوم الادارة المدرسية منحصراً في تعريفه ودوره التقليدي، بل أصبح مفهوماً واسع النطاق وأصبح يشمل الإدارة التربوية والإدارة التعليمية والإدارة المدرسية كنسق على شكل حلقات مترابطة ومتكاملة، وكل مكونات ذلك النسق وتلك النطاقات بداخل كل حلقة متصلة مع بعضها البعض وتخدم أهداف منظومة التربية والتعليم كجسد كلي متماسك الأطراف. ويصب مفهوم الإدارة الحديث نحو تعزيز الخدمات المقدمة وتطويرها والرفع من مخرجات أو منتج المنظمة أو المؤسسة. وفي هذا الصدد، على سبيل المثال، تقوم المدرسة الحديثة ببناياتها وبنيتها التحتية وأطرها ومناهجها وإدارتها على أصول علمية تساهم في تحقيق الأهداف المرسومة وتوجه العمل في المؤسسة (أي المدرسة) نحو الوجهة الصحيحة مراعية في ذلك كل معايير الجودة الشاملة وتطبيقاتها وشروط السلامة كي يتم العمل على الوجه السليم والصحيح ويضمن سلامة ونمو الفرد جسديا وفكرياً. ولذلك لا يمكن الحديث عن الادارة المدرسية دون الحديث عن مدير المدرسة أو المؤسسة إذ هو نقطة الارتكاز التي تجمع بين كل أطراف الفاعلين في المؤسسة بما في ذلك التلاميذ والمعلمين وكل أطر الإدارة والمسيرين والساهرين على الخدمات المساندة. وإذا كان الأمر كذلك، فلابد من أن تتوفر في المدير شروطاً لازمة ولابد أن يكون على وعي بتلك الشروط والأصول والمهارات حتى يستطيع أن يحقق الدور القيادي المنوط به. ماهية وخصائص الادارة المدرسية: يمكن الجزم بأن نجاح المدرسة أو المؤسسة التربوية أو التعليمية هو من نجاح مسيريها وعلى رأسهم مدير المدرسة أو المؤسسة. فإذا استطاع مدير المدرسة أن يدير جميع شؤونها بحنكة ومهنية عالية، واستطاع أن يرفع من مستوى التواصل (Communication) والتعاون (Collaboration) بين جميع الأطر والتلاميذ، وبينه وبين الجهات المسؤولة، فلا شك أن ثمرة جهوده وجهود كل طاقم المؤسسة سيتكلل بالنجاح وسيكون جلياً. وبما أن الوظيفة الرئيسية للإدارة المدرسية هي تهيئة الظروف وتقديمُ الخدمات التي تساعد على تربية التلاميذ وتعليمهم بشكل صحيح وسليم رغبة في تحقيق النمو المتكامل لهم (جسدياً وفكرياً)، تبقى مسؤولية البحث عن الادارة الناجعة وعن المدير المناسب والمؤهَّل أمانة على عاتق وزارة التربية والتعليم التي يجب أن تسعى جاهدة في البحث عن الأشخاص ذوي الكفاءات والخبرة والمهارات اللازمة لتقطع بذلك الباب عن أي محسوبية وأي انزلاق يخرج بحثها عن مساره الصحيح والمعقول. وبما أن وظيفة الإدارة المدرسية هي إعداد الناشئين للحياة في مجتمعاتهم، فلابد من مراعاة متطلبات سوق العمل ومتطلبات الحياة العصرية التي أصبحت ترتكز وبشكل كبير على التكنولوجيا الحديثة. ولذلك يلاحظ في وقتنا الحالي بأن مفهوم الوظيفة الإدارية قد تطور هو أيضاً في العصر الحاضر بما يتلاءم والتطور العلمي (الذي أصبح يرتكز على التكنولوجيا الحديثة أكثر من ذي قبل)، الأمر الذي أصبح يلزم الادارة المدرسية بمتطلبات ومواصفات حديثة ودقيقة، وأصبح أيضاً يلقي عليها مسؤوليات كبيرة بحيث تكون مُلزمة بتحقيق مبتغى النشء من تربية متكاملة فكريا ونفسيا واجتماعيا، وتُخرج المدرسة إلى عالم ومفهوم حديث بعد أن كانت لسنين خلت مقتصرة على تحقيق الكفاية المعرفية أو نقل الثقافة، ولم تعد كذلك مقتصرة على التعليم والنمو الأكاديمي والتلقين فحسب، بل اتسعت مجالاتها إلى النمو الاجتماعي والثقافي والفكري من خلال إكساب الطلبة عاداتٍ وتقاليدٍ وقيمًا جديدة. (عن أسعد، 2005م، ص: 15 بتصرف). وتبعاً لذلك، يمكن القول بأن الادارة المدرسية أصبحت تعتبر بمثابة أساس يعتمد عليه المجتمع في تحقيق أهدافه الاستراتيجية المرتبطة بإعداد الأجيال للحياة الفضلى والقادرة على مواجهة متطلبات القرن الحادي والعشرين. ومن أجل إتمام هذا البناء بنجاح، فان الإدارة المدرسية تحتاج إلى الإدارة الكفؤة، ولا يمكن الحديث عن هذه النوعية من الادارة المنشودة دون الحديث عن الشخصية القيادية القادرة على قيادة العملية التعليمية من أجل تحقيق الأهداف بأسهل الطرق وأقل التكاليف، وتلك الشخصية لابد أن تتجلى في مدير المدرسة أو المؤسسة التربوية أو التعليمية كونه الشخص الذي يلعب الدور الأساسي في قيادة الجهود وتوجيهها الوجهة الصحيحة والسليمة (مراعياً في ذلك جميع سبل التواصل الفعال- Effective Communication Approach)، ويعمل على توحيد القوى وبذل الطاقات من أجل الارتقاء بجميع طاقم المؤسسة من عاملين وأطر وتلاميذ من جهة، والمجتمع كله من جهة أخرى، والمتمثل في آباء وأولياء التلاميذ وباقي أفراد المجتمع. وللوقوف على أهمية الادارة المدرسية لابد من الاشارة إلى أن هذه الأخيرة مرتبطة بمفاهيم أخرى تجمع بين كل من: الإدارة التربوية والإدارة التعليمية والإدارة المدرسية. فما هو الفرق بن تلك المفاهيم وما أهمية كل واحد منها؟. ما المقصود بالإدارة التربوية؟: غالباً ما يقع الخلط بين مفهوم "الادارة التربوية" و"الادارة التعليمة" و"الادارة المدرسية" أيضاً. وللتوضيح فقط، فإن مفهوم "الادارة التربوية"، وكما ورد عن الباحث أحمد السيد كردي، هي "مجموعة عمليات متشابكة وشاملة لكل النظام التربوي في المجتمع، المتمثل في جهاز التربية والتعليم الرسمي (الوزارة)، وما يضعه من سياسة تربوية وأنظمة وما يحدده من مناهج وخدمات ومراحل تعليمية". (عابدين، 2001م، ص:52، ذكره أحمد السيد كردي). وحسب رأي الباحث، فإن الإدارة التربوية تُعنى بتنظيم العناصر البشرية (المعلمين، الموظفين، الطلبة، وأولياء الأمور)، وتنظيم العناصر المادية (الأبنية، التجهيزات، الأثاث، الأدوات والأنظمة، والتشريعات)، وتنظيم الأفكار والقيم والاتجاهات (المناهج، المقررات الدراسية، والأنشطة). ويؤكد المفهوم الحديث للإدارة التربوية على التعاون والعمل الجماعي وينظر إليها (الإدارة) على أنها وسيلة وليست غاية. (الخميسي، 2002م، ص: 4، عن أحمد السيد كردي بتصرف). ما هي الادارة التعليمية؟: هل يمكن القول أن الادارة التعليمية تختلف عن الادارة التربوية؟ وهل هناك علاقة بينهما؟ لا شك أن الإدارة التعليمية تندرج تحت الادارة التربوية (التي يمكن ترتيبها في المرتبة العليا إذ هي التي من خلالها تُرسم الخطط الاستراتيجية الكبرى لمنظومة التربية والتعليم)، كما تُعنى الادارة التعليمية بتحقيق الأغراض والأهداف التربوية المتفق عليها، وبالطريقة التي توضع فيها تلك الأغراض موضع التنفيذ، وهي تمثل الحلقة المباشرة المسؤولة عن إدارة التعليم في مجتمع ما. (عابدين، 2001م، ص: 53، ذكر في أحمد السيد كردي بتصرف). ورغم ذلك، يظل الخلط بين المفهومين لتلك الادارتين وارد، غير أن التمييز بين الإدارة التربوية والإدارة التعليمية يمكن أن يتم بسهولة من خلال التمييز بين مفهوم التربية ومفهوم التعليم، كمفهومين جوهريين بحيث أن مفهوم التربية هو أعم مجالا من التعليم الذي يتبع منهجا رسميا منظما فتكون الإدارة التربوية هي المظلة الكبرى بمفهومها ومجالها الأوسع والأعم الذي تنطوي تحته الإدارة التعليمية. بمعنى آخر، فإن الإدارة التربوية أعلى مستوى من الإدارة التعليمية وهي الجهة التي ترسم معالم التعليم وخططه الاستراتيجية الكبرى، وبعبارة أخرى أيضاً فإن الادارة التربوية تخطط في حين أن الإدارة التعليمية تنفذ. وهكذا نجد بأن الادارة التعليمية تحرص على أن تكون ممثلة عبر ربوع الوطن وذلك من خلال المديريات والأكاديميات الجهوية التابعة لوزارة التربية والتعليم والتكوين المهني وذلك من أجل التأكد من أن الخطط التربوية الكبرى يتم تنفيذها بشكل ديمقراطي وسليم. مفهوم الإدارة المدرسية: ليست إدارة منشأة تربوية وتعليمية مثل باقي الادارات أو المؤسسات أو الشركات وذلك لاعتبارات شتى، أولها أننا بصدد التكلم عن نظام ضبط نتمكن من خلاله من رصد وتقييم سيرورة وإجراءات العملية التعليمة في عالم تكون بضاعته هي المعرفة والفكر. ثانيا، هي بيئة مسؤولة على إعداد النشء وتهيئة الأجيال لتكون قادرة على ولوج الجامعات والمدارس العليا وغيرها بمهارات وكفايات ملموسة. كما يمكن الحكم على نجاح أو فشل الادارة المدرسية من خلال مخرجات المدرسة نفسها وإن كانت قادرة على تزويد سوق العمل بالكفاءات اللازمة المُعَدة أحسن إعداد. ويمكن القول إذا بأن الادارة المدرسية هي وحدة مسؤولة عن تنفيذ سياسات الإدارة التربوية العليا المتمثلة في الوزارة نفسها، والإدارة التعليمية وأهدافهما، وبما أنها كذلك، فهي بذلك لا تشكل كيانا مستقلا قائما بذاته يحل ويعقد كيفما ومتى ما شاء، بل إنها مرتبطة بنظام هرمي يصلها بالإدارة التعليمية والإدارة التربوية (الوزارة) صلة الجهة التشريعية بالجهة التنفيذية. ما هي مواصفات مدير المدرسة حسب المنظور الحديث؟ لم يعد مفهوم "مدير المدرسة" محصوراً في معناه التقليدي القديم، أي ذلك الشخص الأُحادي القرار والمتحكم في كل خيوط العملية التربوية الذي يُمكنه الاشتغال بمعزل عن موظفيه وتلاميذ مؤسسته والرجوع إلى الادارة العليا دون الأخذ برأي الآخرين أو مشاورتهم ودون محاسبة أو لفت نظر. لم يعد المدير هو ذلك "البعبع" الذي ما أن يطلَّ بوجهه من شباك مكتبه إلا واصفرت الوجوه خشية أن ينادي عليها لتكون ضحية عقابه ومسائلته. لم يعد المجال يسمح بأن يختبأ من يشغر هذا المنصب وراء شهادة لا تعكس كفاءته ومهاراته وقدراته الإدارية وحنكته ومعرفته وقدرته على المسؤولية، وتعكس أيضاً سلوكه الذي يجب أن يكون سويا منضبطاً وملائماً لبيئة العمل في مجال الفكر والمعرفة. لم يعد مجال المدرسة يسمح لإنسان متغطرس ومتجبر أن يمسكك بزمام أمور المدرسة إذ سرعان ما يلفَظه مجتمع المؤسسة الصغير قبل أن يحاسبه المجتمع الخارجي الكبير. هذا ويتفق معظم الإداريين والتربويين وعلماء النفس على أهمية السلوك القيادي السوي والفعال الذي يجب أن يتوفر في مدير المدرسة وبمفهومه الحديث في تحقيق أهدافها وغاياتها والرفع من مستوى مخرجاتها، وقدرته في إدارة العملية التعليمية في مدرسته حسب ما تُمليه القواعد والنظريات الحديثة للتعليم والتعلم. وبذلك يكون مدير المدرسة حسب المفهوم العصري هو الشخص المسئول عن تنظيم وتوجيه وتحفيز جميع العاملين في المدرسة من معلمين وعمال الخدمات المساندة، وتهيئة جميع الظروف, لتساعدهم على نموهم مهنيا، وخلقياً وشخصيا للقيام بأدوارهم على أفضل وجه بغية تحقيق أهداف المدرسة والوزارة أيضاً. وتعد الإدارة المدرسية قديماً وحديثاً ركناً أساسياً من أركان العملية التربوية والتعليمية، ويتوقف عليها نجاح العملية التربوية ككل كونها الإدارة المباشرة المشرفة على التعليم بشكل عام، والمنفذة للسياسات التعليمية التي تخطط لها الإدارات التعليمية العليا. وبدون شك أن من واجب الإدارة العليا تحديد مهام المدير وذلك من خلال وصف وظيفي واضح (Clear Job Description) يبين المسؤوليات والمهام التي يجب أن يقوم بها المدير، كما يبين أيضاً الخطوط التي يجب أن لا يتجاوزها ووضوحاً تاما لعملية التواصل من خلال الهيكل التنظيمي (The Organizational Chart). وإن حصل العكس، أي إذا كانت هنالك ضبابية في تحديد مهام المدير أو إذا حُمل ما لا طاقة له به نتيجة لتعدد مهامه كمدير المدرسة واختصاصاته، وكثرة الواجبات والمهام الملقاة على عاتقه، أو أُطلق العنان للمدير ليعبث بشؤون التلاميذ وحقوق الموظفين وهدر المال العام دون ردع أو محاسبة، فإن ذلك سيؤدي لا محالة إلى نتائج عكسية هزيلة تضعف مخرجات المدرسة ومردوديتها وتُنفِّر الناس منها. وبما أن المدرسة الحديثة تقوم على أصول علمية مدروسة توجه العمل في المدرسة الوجهة الصحيحة، لذا أصبح من الضروري البحث عن أشخاص تتوفر فيهم الشروط ويتحلون بشخصية قيادية ليشغلوا منصب مدير المدرسة. هذا الأخير، ووفق المعايير الحديثة، يجب أن يكون على وعي بجميع الأصول المتعلقة بالعملية التعليمية حتى يستطيع أن يحقق الدور القيادي المنوط به، ويرعى حقوق المعلمين وباقي الموظفين والتلاميذ أيضاً لأن الوظيفة الرئيسية للإدارة المدرسية، وكما أشرنا سابقاً، هي تهيئة الظروف الملائمة وتقديمُ الخدمات اللازمة التي تساعد على تربية التلاميذ وتعليمهم وصقل مواهبهم، رغبة في تحقيق النمو الجسدي والمعرفي المتكامل لهم. وقد تطور دور مدير المدرسة من دور أحادي إلى دور جماعي يعتمد على عمل وروح الفريق (Team-Work) وذلك لأن الوظيفة الإدارية بمفهومها العام قد تطورت هي أيضاً في العصر الحاضر بما يتلاءم والتطور العلمي والتكنولوجي المضطرد الأمر الذي يلقي على الإدارة المدرسية وعلى رأسها مدير المدرسة مسؤوليات كبيرة بحيث لا بد أن تسعى جاهدة وبكل السبل لتحقيق النتائج المرضية وكذلك الأهداف التي تم تحديدها (إن شأت فاقرأ كتاب "السلوك الإداري" لمؤلفه "سايمون" الحاصل على جائزة نوبل في الاقتصاد، وقد قمت بترجمة الكتاب من اللغة الإنجليزية إلى اللغة العربية، علماً أن الكتاب مترجم أيضاً إلى اللغة الفرنسية). هذا ويمكن تلخيص الدور الطلائعي لمدير المدرسة حسب المفهوم الحديث في النقاط التالية على سبيل المثال لا الحصر: - يجب على المدير أن يكون كفئا ومؤهلا ويتوفر على شخصية قيادية متزنة صادقة وعادلة ومحبوبة. - المدير الصالح هو من يخاف الله ويراقبه في السر والعلن ويعلم أن مستقبل الأجيال أمانة في عنقه سوف يحاسب عليها. - يعتبر المدير جزءا وواحدا من فريق العمل ويحق لأي موظف أن يخالفه الرأي ويناقشه في ذلك. - يجب على أن تتوفر في المدير خصلة ضبط النفس والاتزان العاطفي والقدرة على التخطيط واتخاذ القرار الصائب وقياس المردودية، بما في ذلك القدرة على قياس قدرات التلاميذ في التذكر والفهم والاستيعاب والتطبيق والتحليل والتركيب والتقويم. - لابد أن تكون لدى مدير المدرسة القدرة على تنفيذ المنهج المقرر على مدار العام الدراسي وضبط الحضور والانصراف لدى المعلمين والموظفين حسب جدول العمل المتفق عليه. - يجب على مدير المدرسة التأكد من تنفيذ القرارات والتعليمات الصادرة من الإدارة العليا. - لابد للمدير أن يكون على علم ودراية بوسائل وطرق الاتصال الفعال (Effective Communication Tools)، وكيفية استخدام التكنولوجيا الحديثة. - يجب أن تكون لدى المدير القدرة على متابعة وتطبيق معايير الجودة الشاملة (Total Quality Criteria) والاستفادة من التغذية المرتدة (Feedback). - يكون المدير أداة تحفيز لأطر المدرسة وليس أداة تعسف وتخويف وترهيب تساعد في قمع الموظفين وهضم حقوقهم. - "فاقد الشيء لا يعطيه"، لذا لابد للمدير أن يكون على اطلاع بمستجدات ميدان التربية والتعليم من أبحاث ونظريات وطرق تدريس حديثة أو مبتكرة. - على المدير أن يبتكر قدر المستطاع سبل تحفيز الموظفين مادياً ومعنوياً وإيصال صوتهم لمن يهمه الأمر. - إعطاء المدير الفسحة والمرونة الكافية للمعلم والموظف ليحسوا بالراحة ويبدعوا بكل حرية وطلاقة، وإشاعة روح المحبة والعلاقات الإنسانية بين كل العاملين والموظفين. - على مدير المدرسة أن يعي بأن أدائه يمثل أحد أبرز الوسائل لتقويم وقياس أداء المدرسة بصفته عاملا في تقويم أدائها وتطويره، ومؤشرا على تحقيقها للمعايير التربوية المطلوبة في بيئتها التعليمية وبيئتها العالمية. - يجب على المدير أن يسعى إلى التخفيف من العراقيل البيروقراطية والدفاع عن مكانة المعلم والرفع من سلمه الوظيفي وراتبه ليعيش حياة كريمة فاضلة. - على المدير أن يكون حريصاً على حقوق التلاميذ وسلامتهم ويسعى إلى تحقيق رغباتهم قدر المستطاع. - لابد للمدير أن يكون أول من يسعى إلى إيجاد بنية تحتية ملائمة للمدرسة وساحة مدرسية ومرافق نظيفة ومعدات وآليات ووسائل ووسائط تعليمية حديثة لمدرسته. - يجب على المدير أن يسعى إلى إيجاد فضاء داخلي وخارجي للمدرسة خالي من كل الموبقات ومظاهر العنف. - المدير الناجح هو من يحرص ويساهم في غرس الأخلاق الحميدة في نفوس التلاميذ ويحثهم عل الحفاظ على الملك العام واحترام الآخرين. - المدير الصالح هو من يغرس في نفوس الموظفين والتلاميذ مبادئ الدين الحنيف وصون الأمانة والعرض والاعتزاز بالهوية والمواطنة وحب الموروث اللغوي والثقافي والاجتماعي. - لابد وأن يسعى المدير إلى إشراك آباء وأولياء التلاميذ في بعض أمور المدرسة وبعض الأنشطة الفنية والرياضية والاجتماعية ليكونوا جزءا من المدرسة ومن العملية التعليمية. خلاصة: وختاماً يمكننا القول أنه لابد من رد الاعتبار إلى مدير المدرسة وتأهيله التأهيل الصحيح وتعزيز مكانته داخل المجتمع وذلك بتحسين معاشه ومنحه سبل التحفيز المادي والمعنوي، كما يجب تخويله فرصة الولوج إلى البرامج التأهيلية وورش العمل الرامية إلى تحسين أدائه داخل المؤسسة. ومما لا شك فيه أن التدريب الموازي أو التدريب المصاحب يرفع من قدرات المدير ومداركه المعرفية ويجعله على صلة بالمستجدات والنظريات الحديثة ويعزز دعمه لتحقيق أهداف المدرسة والوزارة. ويمكن القول أيضاً بأن المدرسة لم تعد كما كانت من قبل، أي بعد أن كانت لسنين وعقود خلت مقتصرة على تحقيق الكفاية المعرفية أو نقل الثقافة مستخدمة وسائل ووسائط تعليمية تقليدية وعتيقة، بل لم تعد أيضاً مقتصرة على التعليم والنمو الأكاديمي المحض فحسب، بل اتسعت رقعة مجالاتها ومهامها لتشمل النمو الاقتصادي والسياسي والاجتماعي والثقافي والفكري من خلال إكساب التلاميذ مهارات وكفايات وعاداتٍ وتقاليدٍ وقيمًا جديدًة. ولذلك أصبح واضحاً أنه ينبغي على المختصين والمسئولين سواء على مستوى الوزارة أو كل من له علاقة بهذا الميدان الاهتمام بالإدارة المدرسية والحرص على إعادة مكانة المعلم ومكانة المدير وموظفي هذا القطاع الحيوي، وإعداد برامج لتدريب القائمين على تسيير المدارس العمومية وتحفيزهم والدفاع عن حقوقهم ومكتسباتهم، حتى يستطيعوا القيام بواجباتهم على أكمل وجه وفي أحسن وأنسب الظروف. "أكعاون ربي" والله ولي التوفيق،،، [email protected]