خسائر كبيرة تلك التي ستتكبدها الشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب، بسبب إضراب وطني عام يخوضه مستخدمو وتقنيو وأطر الشركة، متزامن مع تنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر وزارة التجهيز والنقل واللوجيستيك والماء بالرباط، صدح خلالها مستخدمو وأطر الطرق السيارة المضربين عن العمل بشعارات تُدين سياسة مدير الشركة، داعين إلى تسوية ملفهم العالق منذ سنوات. ويستمر الإضراب المعلن، والذي يأتي عقب إضراب جزئي لمدة 8 ساعات استمر طيلة أربعة أيام، لمدة 48 ساعة متواصلة على مستوى جميع الطرق السيارة، ابتداء من السادسة صباحا من يوم الخميس، مرفوق بوقفات احتجاجية واعتصامات بكافة مرافق الطرق السيارة، بما فيها المقر الاجتماعي للشركة بحي الرياض بالرباط. عبد اللطيف صوطيح، الكاتب العام للنقابة الوطنية لمستخدمي مراكز الاستغلال للشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب، قال في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية إن خطوة الإضراب عن العمل "تأتي عقِب مجموعة من المواعيد الاحتجاجية التي ارتأت الابتعاد ما أمكن عن شل الطرق السيارة بالمغرب". وأبرز المتحدث ذاته أن مستخدمي الطرق السيارة بادروا بداية إلى حمل الشارات وتنظيم الوقفات الاحتجاجية وخوض الاعتصامات، متفادين الدخول في إضرابات عن العمل حماية للمال العام، متابعا: "اضطررنا أخيرا إلى اتخاذ هذا القرار ونحن غير راغبين فيه؛ ذلك أن المال العام سيكون في مهب الريح". وعن الخسائِر المادية التي قد تتكبدها الشركة خلال أيام الإضراب، أشار المتحدث إلى أن معدل مداخيل الطرق السيارة بالمغرب يناهز 800 مليون سنتيم يوميا، لافتا إلى أن المستخدمين سعوا إلى إيصال صوتهم، مُحذِّرين من سوء التسيير على مستوى مراكز الاستغلال بالمغرب، ولفتوا انتباه المسؤولين إلى المشكل قصد التدخل الإيجابي. ولفت المتحدث إلى أن مجمل المطالب كانت تصطدم بالآذان الصماء وتجاهل المسؤولين، ما عدا مبادرة أخيرة من طرف وزارة الداخلية دون جدوى، مؤكدا أن لجان يقظة ستبقى رهن إشارة المواطنين من مستعملي الطريق السيار طيلة فترة الإضراب من أجل مساعدتهم والتدخل الفوري في حالة الحوادث بكل مراكز الاستغلال. من جهتها، انتقدت "وفاء. ت"، وهي مستخدمة على مستوى أحد مراكز الاستغلال، ما اعتبرته "تعنُّت المدير العام عن تنزيل الاتفاقية الجماعية التي تضمَن للمستخدمين الاستقرار"، لافتة إلى أن مجموعة من العاملين والمستخدمين يعملون منذ عقدين من الزمان داخل هذا المرفق الحيوي دون أن يتمتعوا بحقوقهم الأساسية، ومتسائلة عن الأسباب الحقيقية وراء رفض المدير العام أنور بنعزوز الاستجابة للمطالب. إلى ذلك، سجل بلاغ مشترك للنقابة الوطنية لمستخدمي مراكز الاستغلال للشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب، والنقابة الوطنية لأطر الشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب، أن التدابير المتخذة من طرف الإدارة العامة للشركة الوطنية للطرق السيارة خلال الإضراب الأخير "لا ترقى إلى المستوى المطلوب من أجل ضمان سلامة مستعملي الطريق السيار".