لازالت حوادث اختطاف واعتقال الموريتانيين على الحدود مع الجزائر غامضة وغير مبررة؛ فمع تزايد إقبال الشباب العاطل عن العمل على التنقيب عن الذهب في مناطق الشمال الموريتاني، وتحديدا في صحراء انشيري، واجه الكثير منهم عراقيل أجهضت أحلامهم في الحصول على كميات من الذهب، من قبيل مطاردة أفراد الجيش الجزائري لهم داخل الأراضي الموريتانية واعتقال عدد منهم، إضافة إلى حوادث الاختفاء التي لم تجد لها السلطات الأمنية تفسيرا، واكتفت بالقول إن المنقبين عن الذهب ربما عبروا الحدود نحو الجزائر. ورغم خطورة الوضع وتكرار عمليات الاعتقال والاختفاء لازالت السلطات الموريتانية ترفض فتح تحقيق في الموضوع والبحث عن المنقبين الذين اختفى عدد منهم في الفترة الأخيرة، خاصة أن أهالي المختفين يؤكدون أنهم اعتقلوا من طرف الجيش الجزائري داخل الأراضي الموريتانية. وكشفت مصادر عائلية من محيط آخر مجموعة من المنقبين عن الذهب تم إيقافهم من طرف الجيش الجزائري أن المنقبين اعتقلوا داخل الأراضي الموريتانية، وعلى بعد كيلومترات من الحدود الجزائرية الموريتانية. ونفت المصادر ذاتها أي علاقة للمعتقلين (9 أفراد) بأعمال التهريب التي تنشط في المنطقة بين مخيمات البوليساريو ومدن الشمال الموريتاني، وأكدوا أن المنقبين لديهم رخصة تنقيب عن الذهب السطحي موقعة من طرف السلطات المختصة. كما طالبت عائلة بيباه ولد محمدو السلطات الموريتانية بالتحرك لإطلاق سراح مجموعة تم اعتقالها قبل يومين شمالا على الحدود مع الجزائر، وتتكون من 3 موريتانيين و5 سودانيين. وتثير حوادث الاعتقال والاختطاف داخل الأراضي الموريتانية غضبا واسعا في صفوف المنقبين عن الذهب، وتطرح أسئلة عن دور السلطات في فرض سيادتها على أراضيها، خاصة في المنطقة الحدودية التي تسيل لعاب المنقبين الموريتانيين وتدفعهم إلى المغامرة في سبيل الحصول على قطع من الذهب، قبل أن تزاحمهم الشركات العالمية، ومن بينها شركة "كينروس" الكندية التي تستغل منجم تازيازت، وتسعى إلى الحصول على رخص التنقيب في مناطق بأقصى الشمال الموريتاني.