كما كان متوقعا، حشد ألفا بلوندي، أحد أشهر فناني موسيقى "الريغي" في العالم، آلاف من معجبيه بالمغرب، في السهرة الأخيرة لمهرجان "موازين..إيقاعات العالم"، التي أقامها ليلة السبت بمنصة أبي رقراق بالرباط، باصما على أحد أبرز العروض الفنية لهذه الدورة من الموعد الفني السنوي، ومسدلا بذلك الستار على ثاني أكبر موعد فني بالعالم. ولم يخرج بلوندي عن عادته في كسب قلوب الحاضرين، بحيث قوبلت مقاطعه وكلماته ذات الحمولة السياسية ضد الحروب والاستعمار، والكوارث الإنسانية في إفريقيا والعالم بتصفيقات حارة ألهب جنبات وادي أبي رقراق المطل على قصبة الأوداية التاريخية. بالاستعانة بأشهر مقاطعه على غرار "كريم سبيريتيال" و"جيغوزاليم"، و"بوليتيكي" و"بريكادي ساباري"، أمتع بلوندي الحاضرين، مزاوجا بين أصول الريغي (الروتس)، وألحان البلوز والروك. قبل الشروع في أداء "كريم سبيريتيال"، صرخ بلوندي أمام الجميع : "هذه الأغنية تعبير عن رفضنا للتطرف"، قبل أن يزيد أمام ارتفاع حماسة جمهوره المتنوع : "ليس لأحد الحق في قتل إنسان آخر، باسم الله، واستخدامه مطية لتبرير ممارسة العنف". وأضاف بصمت حماسي: "في التوراة، والإنجيل الله قال لا تقتلوا، والقرآن زاد، أن من قتل بريئا كمن قتل الناس جميعا"، قبل أن يزيد في انتقاد قيم الديمقراطية الغربية التي لا تهتم بمعاناة الإنسان. للسلام غنى بلوندي، طيلة ساعتين من الزمن، مخاطبا ضمير الإنسانية بدون حاجة لجيوش وأسحلة، فقط بالموسيقى ولغة الحب والسلام، نادى أيقونة "الريغي" بعالم آخر ممكن. كما أدى بلوندي، إلى جانب أغانيه الشهيرة، رائعة فرقة البينك فلويد "آي ويش يو وير هير"، التي أعاد توزيعها بطريقته قبل سنوات عديدة، جاعلا هذه النسخة من أحد أروع أغاني فرقة الروك البريطانية تأخذ شهرة كبيرة على الصعيد العالمي. ودافع بلوندي عن شعوب إفريقيا المضطهدة، وعن دول المنطقة الغارقة في جحيم الحروب والتطاحنات، مطالبا بالسلام في الصومال والكوديفوار ومالي ونيجيريا وليبيريا وليبيا واليمن وسوريا، بحضوره الاستثنائي فوق منصة موازين، قبل أن يقف طويلا تحت تصفيقات حارة من الحضور، في آخر سهرة بدورة المهرجان الحالية.