تناولت الصحف الصادرة اليوم الجمعة بمنطقة شرق أوروبا عددا من المواضيع، من بينها النقاش الدائر حاليا على المستويين المالي والحكومي حول إمكانية ولوج بولونيا منطقة الأورو وتداعياته السوسيو اقتصادية والسياسية، والعلاقات المتوترة بين أنقرة وبرلين، إضافة إلى مواضيع أخرى. ففي بولونيا، اعتبرت صحيفة "فينانس" أن ولوج بولونيا منطقة الأورو "يبقى أمرا صعبا وغير مشجع للغاية لأسباب موضوعية وأخرى ذاتية ،تفرض على بولونيا التريث في إصدار القرار الخاص بذلك "،موضحة أن اقتصاد البلاد "يوجد حاليا في أحسن حالته ،ومن شأن ذلك أن يقوي ويعزز قيمة العملة الوطنية (زلوطي) أكثر فأكثر وكذا موقع البلاد وعملتها الوطنية في السوق المالية الإقليمية والدولية". وأضافت أن "الكثير من النماذج والأمثلة أثبتت أن دخول منطقة الأورو دون امتلاك الحصانة والمناعة الاقتصادية اللازمة" يؤدي الى "أزمات يصعب الخروج منها" ،خاصة مع حدوث أزمات مالية كبيرة ،و"هو ما قد يؤثر أيضا على الواقع الاجتماعي وبروز أزمات سياسية معقدة وعويصة ". ورأت الصحيفة أن اتخاذ قرار ولوج منطقة الأورو يستدعي "نقاشا عموميا موسعا يدلي خلاله الخبراء والفاعلون السياسيون والاقتصاديون والاجتماعيون بتصوراتهم واقتراحاتهم " كما يستدعي "تقييما شاملا ودقيقا لوضعية السوق المالية الأوروبية الموحدة وقدرات العملة الأوروبية ،التي فقدت الكثير من بريقها بسبب الأزمة المالية التي عاشتها أوروبا في السنوات الماضية ،والتي تسببت أيضا في مشاكل لا حصر لها لعدد من الدول الأوروبية ،مثل اليونان وإسبانيا والبرتغال". ومن جهتها ،اعتبرت صحيفة "فارشاف بيزنيس" أن قرار ولوج منطقة الأورو في الوقت الراهن "غير مشجع ولا منطقي ولا يتلاءم ومقومات الاقتصاد البولوني وخطه التصاعدي" . وأكدت أن الوضع العام الاقتصادي بالاتحاد الأوروبي "يستدعي بداية إصلاحا هيكليا وشاملا لضمان التوازن الاقتصادي بين مكونات الاتحاد وفتح الأسواق بين أعضاء الاتحاد على قدم المساواة ،ووضع آليات كفيلة بضبط سرعة موحدة للنمو الاقتصادي" . كما اعتبرت الصحيفة أنه يجدر ببولونيا "التأني" قبل اتخاذ أي قرار بخصوص الولوج الى منطقة الأورو ،خاصة وأن البلاد مقبلة على تنظيم استفتاء حول الدستور قبل متم سنة 2018 ،والذي يشكل "فرصة مواتية لبولونيا لتحديد آفاقها المالية والاقتصادية وإشراك المجتمع في الاختيارات الاستراتيجية ،قبل اتخاذ القرار النهائي والحل الحاسم "،الذي يجب أن "يراعي مصالح بولونيا الوطنية وقدرات اقتصادها التنافسية وتطلعات المجتمع ". وفي روسيا، كتبت صحيفة (نيزافيسمايا غازيتا) أن ادعاءات وسائل الاعلام بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب شارك معلومات سرية جدا عن تنظيم الدولة الاسلامية (مجموعة إرهابية محظورة في روسيا) مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والسفير الروسي في الولاياتالمتحدة سيرغي كيسلياك خلال المحادثات التي جرت الأسبوع الماضي بالبيت الابيض ما هو إلا ضجة في إطار الحملة الجارية لإنهاء رئاسة ترامب. ونقلت الصحيفة عن دميتري ترينين ، الباحث بمركز كارنيغي بموسكو قوله إن "معارضي ترامب يدفعون باتجاه عزله، ولا يهم ما يحدث هناك أوإذا كان قد حدث شيء ما فعلا، فكل ذلك مجرد ذرائع لتوجيه الاتهام للرئيس الأمريكي، على اعتبار أن المنافسة السياسية أصبحت على أشدها"، معتبرا أن الاتجاه نحو تعيين رئيس جديد لمكتب التحقيقات الفيدرالي قد يكون مصدرا جديدا للمشاكل بالنسبة للرئيس ترامب على اعتبار أن هذا التعيين سيكون ذريعة جديدة لإثارة مواجهات جديدة. وفي نفس السياق، اعتبر أندري كوروبكوف ، أستاذ العلوم السياسية أن "الضجة الإعلامية الحالية هي فقط جزء من الحملة التي تشن ضد الرئيس الأمريكي، مؤكدا أن هذه الحملة مخطط لها سلفا وتهدف إلى إحباط الرئيس وأنصاره والسعي، على المدى البعيد، إلى خلعه من منصبه". وفي موضوع آخر، ذكرت صحيفة (إزفيستيا) نقلا عن رئيس الحزب الليبرالي ايغور بلوتنيتسكي بأن جمهورية لوغانسك التي أعلنت من جانب واحد يمكن أن تنضم إلى أوكرانيا مجددا ، إذا تبنت كييف مواقف موالية لروسيا. وأضاف بلوتنيتسكي أنه لا يمكن الحديث عن أي عودة في الوقت الحالي إذا بقي النظام الحالي في أوكرانيا، لكن قد يصير الأمر ممكنا "إذا تبنت أوكرانيا مواقف موالية لروسيا وأن تتقبل حقيقة مفادها أننا أسرة واحدة" . وذكرت الصحيفة نقلا عن بلوتنيتسكي، أن مواطني الجمهورية وقيادتها يدركون على حد سواء أن النظام الراديكالي الحالي في كييف لا يمثل أوكرانيا بأكملها مضيفا "نحن نعرف ان هناك قوى سلمية تدعمنا وستلتقي بنا عندما يحين الوقت، من المؤكد أننا سنصفح عنهم عاجلا ام آجلا ولكن بعد أن يعودوا إلى جادة الصواب ". وفي تركيا، أكدت صحيفة (ستار) أن واشنطن وعدت بأن لا تستعمل الأسلحة التي سلمت لميليشيات وحدات حماية الشعب ضد تركيا. وأضافت الصحيفة أن الرئيس أردوغان وجه رسائل واضحة لمخاطبيه خلال زيارته لواشنطن مجددا التأكيد على شروط أنقرة للتعاون في مواجهة تنظيم داعش دون مشاركة الميليشيا الكردية لاسيما أن تركيا ستقوم بتطبيق شروط الالتزام إزاء وحدات حماية الشعب في حال تعرضها للتهديد "دون طلب ذلك من أحد". وحول العلاقات المتوترة بين أنقرة وبرلين ، ذكرت صحيفة (الفجر الجديد) أن على الألمان أن يكفوا عن التفكير أنه "بإمكانهم أن يفعلوا ما يحلو لهم ضد تركيا". وأضافت الصحيفة نقلا عن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو "لن نقف مكتوفي الأيدي أمام ازدواجية معاييركم، يجب أن تتصرفوا كأصدقاء وليس كسادة"، معلنا شجبه لتصريحات نظيره الألماني الذي قال إن "تركيا تقوم بالمساومة". وبخصوص سحب ألمانيا المحتمل لجنودها من قاعدة إنجلريك (جنوبتركيا)، طلب المسؤولين التركي من الألمان "أن يتصرفوا كما يشاؤون، هم أرادوا المجيء وقدمنا لهم يد المساعدة، وإذا أرادوا المغادرة سنقول لهم وداعا". وفي اليونان كتبت (كاثيمينيري) أن الحكومة وجهت انتقادات حادة لأبرز أحزاب المعارضة (الديمقراطية الجديدة) لرفضه دعم مفاوضاتها مع المانحين الرامية لتخفيض مديونية البلاد قبيل اجتماع حاسم لمجموعة الأورو الاثنين المقبل. وأضافت الصحيفة أن الحكومة تتهم المعارضة التي كانت في الحكم على مدار السنوات العشر الاخيرة بأنها المسؤولية عن تلك المديونية، وعن برامج الانقاذ التي وقعتها مع المانحين، وحاليا تتهرب رغم أن حزب سيريزا لم يحكم سوى السنوات الثلاث الأخيرة ويخوض حاليا مفاوضات شاقة لخفض مديونية البلاد وهو ما ربطه المانحون بقبول أثينا تنفيذ إجراءات تقشف جديدة صادق عليها البرلمان ليل الخميس الجمعة. صحيفة (تا نيا) ذكرت أن (الديمقراطية الجديدة) يعتبر أن تصويت البرلمان على إجراءات التقشف الجديدة يعتبر بمثابة إبرام برنامج إنقاذ رابع، متهما الحكومة الحالية بعدم توفرها على رؤية واقعية وموضوعية للمشاكل الحقيقية للبلاد ما اضاع ثلاث سنوات من الجهود لإخراج البلاد من أزمتها. واضافت ان الحزب يرى أن البلاد في حاجة لدعم القطاعات الهامة من قبيل السياحة وتشجيع الاستثمارات واعادة هيكلة القطاعات الانتاجية للخروج من الانكماش بدل اللجوء الى فرض الضرائب والنقص من الاجور والمعاشات. وفي النمسا، تطرقت صحيفة (دير ستاندار) إلى الاستقالة المفاجئة للناطقة الرسمية الفيدرالية باسم الخضر بالنمسا، إيفا غلاوشينغ، التي أعلنت أمس الخميس اعتزالها العمل السياسي، معللة قرارها بأسباب صحية. وسجلت الصحيفة أن السيدة إيفا غلاوشينغ (48 سنة) تسير شؤون الحزب منذ أكتوبر 2008، خلفا للرئيس النمساوي الحالي ألكسندر فان بيلين، الذي تفاعل مع هذا الإعلان بالتنويه بمسارها السياسي، مشيرا إلى متانة علاقات التعاون بينهما المبنية على الاحترام والثقة عندما كان زعيما للخضر بين سنتي 1997 و2008. وأضافت الصحيفة أن زعيمة حزب الخضر النمساوي أشادت في مؤتمر صحفي بالمكتسبات التي حققها حزبها في السنوات الأخيرة على مستوى الانتخابات الجهوية والتشريعية والأوروبية، مسجلة أن أكبر فوز للخضر النمساويين تمثل في انتخاب، في دجنبر الماضي، زعيم الحزب السابق ألكسندر فان بيلين رئيسا للبلاد. من جهتها، كشفت يومية (كوريير) برمجة مهرجان جزيرة الدانوب الذي سينظم من 23 إلى 25 يونيو المقبل بفيينا، مضيفة أن المهرجان يعد أحد أكبر المهرجانات بأوروبا والعالم حيث يستقطب سنويا أزيد من 3 ملايين زائر. وذكرت الصحيفة أن النسخة 34 من المهرجان ستتميز ببرمجة موسيقية تمتد لأزيد من 600 ساعة، وستعرف حضور نجوم عالمية ومحلية، من بينها المجموعة السويدية ماندو دياو، والمغنية البريطانية أمي ماكدوناد، والمغني الأمريكي مايكل بولتون.