دعا المطرب التونسي لطفي بوشناق إلى إعادة النظر في السياسة الثقافية في العالم العربي، وقال: "لم يتبق للناشئة في وطننا العربي سوى ثقافتنا وإرثنا الثقافي الذي يجب أن نسعى جاهدين إلى الحفاظ عليه". وفي حديثه لوسائل الإعلام خلال مؤتمر صحافي احتضنته "فيلا الفنون"، ضمن فعاليات مهرجان "موازين .. إيقاعات العالم، شدد بوشناق على دور الإعلام في دعم الأغنية، موجها سهام انتقاداته إلى "القنوات والإذاعات العربية التي تخفي الفن والثقافة وتهتم بأمور تافهة"، على حد قوله. واسترسل المطرب والملحن التونسي قائلا: "الجسر الذي يربط المبدع بالجمهور هو الإعلام"، وتساءل "هل ما نشاهده عبر قنواتنا يعبر عنا؟ عن ماضينا وحاضرنا؟ وكم من قناة تهتم بالثقافة في العالم العربي؟". وفي تعليقه عن الأصوات الشبابية قال: "الأصوات ضرورية، لكن ما يهم هو التخطيط لما بعد، الفنان كالسياسي كلاهما له دور في صناعة التاريخ"، وزاد قائلا: "اللحن الممتاز والكلمة الراقية تعبر الحدود بدون قيود، شريطة أن يكون العمل صادقاً". ورحب بوشناق بتقديم ملحمة مغاربية توحِّد صفوف الفن في بلدان المغرب الكبير، وقال: "أرحب بذلك دون قيد أو شروط، الهدف الأسمى أن نبلغ صورة تعكس هويتنا"، واسترسل: "لا يمكن أن أتراجع عن أي عمل يحمل أهدافا إنسانية". وعن "ثورة الياسمين" التي شهدتها تونس قال: "أحاول أن أكون شاهداً على هذه الحقبة الزمنية، الفنان الحقيقي لا يستطيع أن يدير ظهره لهذه المشاكل، لا بد من التفاعل الصادق معها"، مبرزاً أن "ما مرت به تونس فرصة مكنتنا من معرفة أنفسنا ووضع كل مسؤول في إطاره، وبناء جيل جديد يترعرع على قيم قوامها الأخلاق والانضباط". أما بخصوص دور المرأة في حياته فقد أضاف: "لا يمكن أن أتصور حياتي بدون امرأة، فهي الأم والأخت والصديقة والزوجة التي تسهر على تربية أبنائي في غيابي، ولا يمكن أن أنجح في حباتي بدونها؛ لأنها الظل الذي يقف وراء كل نجاحاتي".