أكد الفنان حميد القصري أنه على الرغم من التغير الذي طرأ على فن "تاكناويت"، نظرا لمزجه بأنماط موسيقية جديدة، إلا أنه وجد طريقه نحو العالمية. وفي ندوة صحافية عقدها ضمن فعاليات مهرجان موازين، قال القصري: "صورة الكناوي تغيرت؛ لأنها ارتبطت دائما بطقوس وروحانيات (الليلة)، بمجهودات المْعلْمين. لا يمكن أن ينجح فيها الجيل الجديد الذي يسعى إلى دمج هذا الفن مع ألوان موسيقية أخرى". وأضاف مْعلّم فن الكناوي: "فنانو الجيل الجديد قاموا بمزج هذا الفن بألوان موسيقية جديدة، وأعجبت بهذه الفكرة عندما سمعت ذلك لأول مرة ممزوجا بالبيانو"، وأضاف: "الموسيقى هي عالمية، وبإمكانها أن تمزج بين الألوان". وكشف القصري أن "التعلم على يد المعلمين القدامى كان صعبا، ويتطلب سفرا وترحالا عبر المدن لسنوات لتعلم فن تاكناويت وحضور الليلة التي لا تنحصر على الموسيقى فقط، بل عبارة عن فرجة ورقص وغناء"، وأضاف: "ما أتيح لجيل اليوم لم نحظ به من طرف المعلمين السابقين". واسترسل الفنان المغربي في اللقاء ذاته: "ما يمكن أن أقدمه لشباب اليوم هو البسمة والقلب الصافي؛ لأننا لم نكبر في هذا الحب من طرف المعلمين السابقين، ولم نحظ بهذا الاهتمام". من جهته، أورد مهدي الناسولي أن المعلمين المخضرمين مدوا له يد المساعدة في بداية مشواره الفني ولم يمارسوا عليه دور "المعلم" القاسي، الذي يستبعد الوجوه الجديدة، وقال: "لم ينتقموا منا جراء الصعوبات الكبيرة التي عاشوها، بل ساعدونا وأخذوا بأيدينا ومنحوا لنا الكثير". وأبرز الناسولي أن الموسيقى تلعب دورا كبيرا في تقارب الشعوب، وقال: "لا يمكن أن نتحدث اللغة ذاتها، لكن الموسيقى هي لغة التواصل بامتياز". وعن فن الكناوي الشبابي، أوضح المتحدث أن "الجانب الروحي لا يمكن أن تحس به إلا عند حضور الليلة الكناوية، والمعلمين اليوم أصبحوا يحظون بالقيمة التي حرموا منها من قبل".