تحن زنجبار إلى أيام كانت تعرف خلالها ب"جزيرة التوابل"، حيث كانت بهاراتها تضفي مذاقا على الموائد في أنحاء العالم، إلا أن انخفاض إنتاج التوابل وانخفاض أسعارها أدى إلى تراجع مكانة زنجبار في هذا المضمار. وتقع جزيرة زنجبار وسط مياه المحيط الهندي التركوازية، وتبلغ مساحتها ألفين و500 كيلومترا مربعا، وعدد سكانها حوالي 1.5 مليون نسمة، وتتبع تنزانيا مع تمتعها بحكم ذاتي. جاءت بذور البهارات التي تشتهر بها الجزيرة، مع التجار الذين وفدوا عليها قبل قرون من ماليزيا والهند وإندونيسيا، وترعرت وازدهرت في المناخ الدافئ للجزيرة. وأدخل البرتغاليون الذين سيطروا على زنجبار في القرن السادس عشر، أنواعا جديدة من البهارات للجزيرة. وتغيرت الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في زنجبار، بعد أن نقل سلطان عمان السيد سعيد بن سلطان عاصمته إليها في القرن التاسع عشر، وازدهرت في ذلك الحين زراعة القرنفل في الجزيرة والذي كان سعره يماثل سعر الذهب. وبعد أن كانت زنجبار المنتج الأول للقرنفل حتى قبل عقدين، أصبحت في المركز الثالث عالميا بعد إندونيسيا ومدغشقر، حيث تنتج 7% من القرنفل في العالم. ووفقا لإحصاءات الحكومة في زنجبار، كان إنتاج الجزيرة من القرنفل في حدود 16 ألف طن سنويا في سبعينات القرن الماضي، وانخفض إلى مابين ألف و500 و4 آلاف و800 طن سنويا، في السنوات الماضية. وتهدف الحكومة إلى رفع الإنتاج إلى 10 آلاف طن سنويا بحلول عام 2020. ويرى منتجو القرنفل أن تراجع الإنتاج حدث بسبب سياسة الاحتكار التي تتبعها الحكومة، ويشتكون من انخفاض سعر القرنفل ويرون أن سعره يمكن أن يرتفع في حال تم السماح بالتجارة الحرة له. إلا أن القرنفل يعد أحد أهم مصادر النقد الأجنبي لزنجبار، بسبب عدم سماح الحكومة بدخوله السوق الحر. ويحاول المزارعون الحصول على ميزة إضافية في سوق التوابل والبهارات العالمي عبر الاقتصار على الطرق التقليدية في الزراعة والإنتاج، حيث تشجع الهيئة الحكومية للتجارة التي تحتكر القرنفل، على الزراعة العضوية في محاولة لجعل قرنفل زنجبار ماركة مميزة عالميا. وبسبب انخفاض الأسعار، يلجأ بعض المزارعين إلى بيع محصولهم في السوق السوداء، أو تهريبه إلى كينيا بطرق غير قانونية حيث يباع بأكثر من ضعف سعره القانوني في زنجبار. وبالإضافة إلى القرنفل، تنتج زنجبار أيضا القرفة وجوزة الطيب والكركم والفلفل والهيل، وغيرهم من أنواع البهارات. وتزرع التوابل في البساتين إلى جانب أشجار الفاكهة، لأنها تحتاج للظل، ويتركز العمل في جني التوابل في الشهور الممطرة، في شتنبر وأكتوبر ونونبر. *وكالة الأنباء الأناضول